بث تجريبي

تحقيقات أمريكية تكشف سلسلة إخفاقات خطيرة في مجموعة حاملة الطائرات "ترومان" خلال عملياتها ضد الحوثيين

أصدرت البحرية الأمريكية، أمس الخميس، نتائج أربعة تحقيقات كشفت عن تحديات كبيرة وحوادث خطيرة واجهتها مجموعة حاملة الطائرات "هاري ترومان" خلال انتشارها الذي استمر تسعة أشهر في الشرق الأوسط، بينما كانت منخرطة في عمليات اعتراض وردع ضد جماعة الحوثي في اليمن.

ووفق التحقيقات، غادرت المجموعة ميناءها الرئيسي في نورفولك في سبتمبر 2024. وخلال فترة الانتشار، تعرضت لعدة حوادث بارزة:

  • اصطدام حاملة الطائرات بسفينة تجارية.

  • إسقاط طراد مرافِق لإحدى طائراته الحربية عن طريق الخطأ.

  • فقدان طائرتين حربيتين خلال مناورات وتدريبات تشغيلية.

وأشار المحققون إلى أن سوء التدريب، وخلل الإجراءات، وإرهاق الطواقم كانت عوامل مباشرة في ثلاثة من أربعة حوادث.

ورغم عدم وقوع وفيات، اعتبرت البحرية أن بعض الحوادث كانت قد تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، بحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست.

انزلاق المقاتلة في أثناء مناورة تفادي صاروخ

خلصت التحقيقات إلى أن حادث انزلاق مقاتلة من طراز F/A-18 Super Hornet من حظيرة الطائرات أثناء محاولة السفينة تنفيذ مناورة مراوغة لتفادي تهديد صاروخي حوثي، لم يكن متوقعًا. وأشاد التقرير بشجاعة البحارة الذين حاولوا منع سقوط الطائرة في البحر.

لكن الوثائق تؤكد أن الحادث كان قابلاً للتجنب لو تلقّت حظيرة الطائرات إخطارًا مسبقًا من غرفة التحكم بأن الحاملة ستجري مناورة حادة.

كما أشارت التحقيقات إلى أن المجموعة القتالية تعرضت خلال تلك الفترة لهجمات متكررة من صواريخ كروز وطائرات مسيّرة أطلقتها جماعة الحوثي، بالتزامن مع حملة قصف جوي بقيادة واشنطن ضد منصات الإطلاق الحوثية.

وأفاد المحققون بأن الوتيرة العالية للعمليات تسببت في إرهاق كبير لأفراد الطواقم، إذ كان كثير منهم ينام لساعات قليلة بين نوبات العمل الطويلة، بينما لم تكن بعض الأنظمة القتالية جاهزة بالكامل لتنفيذ المهام المطلوبة.

عطل كابل الإيقاف وفقدان مقاتلة في البحر

أظهر التحقيق أن فنيي الصيانة لم يلاحظوا تآكل جهاز الإيقاف (السلك الذي يعترض الطائرة عند الهبوط على السطح)، كما لم ينتبهوا إلى خلل في دبوس تعليق الطائرة. وعندما فشل النظام، لم تتمكن المقاتلة من التوقف أو الإقلاع مجددًا، ما أجبر الطيار على القفز منها قبل سقوطها في الماء.

وخلصت البحرية إلى أن تآكل المعايير التشغيلية بدأ قبل فترة طويلة من بدء القتال، فيما شكّلت بيئة العمليات القتالية سببًا إضافيًا لتفاقم الأخطاء.

نيران صديقة تسقط طائرة أمريكية

في 21 ديسمبر، وبعد أسبوع من دخول المجموعة البحر الأحمر، وقعت حادثة نيران صديقة حين أسقط الطراد "جيتيسبيرغ" مقاتلة أمريكية ظنًّا منه أنها صاروخ كروز حوثي، بسبب تعطل أجهزة التمييز بين الصديق والعدو 11 مرة يوميًا، وانقطاعات متكررة في الاتصال، وتعطل أجهزة الاستشعار الرئيسية.

وأظهر التحقيق أن حراس السفينة كانوا مرهقين ويفتقرون للتدريب الكافي، وأن المشهد الجوي كان مكتظًا بالطائرات والتهديدات في وقت واحد.

هبطت المقاتلة الثانية التي أُطلقت عليها النيران في تلك اللحظات بسلام.

اصطدام "ترومان" بسفينة تجارية قرب قناة السويس

وفي حادث منفصل وقع في فبراير، اصطدمت حاملة الطائرات "ترومان" بالسفينة التجارية "بشكتاش" أثناء اقترابها من قناة السويس.

وأفاد أفراد الطاقم أنهم كانوا ينامون بين ساعتين وأربع ساعات فقط يوميًا، بينما وصف التقرير ثقافة السفينة بأنها تقوم على مبدأ: "أنجز المهمة فقط".

وكشف التحقيق أن السفينة لم تُخفّض سرعتها رغم ازدحام الملاحة، وأن الضباط الأصغر سنًا الذين شعروا بقلق لم يبلغوا القيادات العليا. وأشار التقرير إلى أن نقطة اصطدام أقرب قليلًا كانت ستصيب منطقة على متن سفينة "بشكتاش" يمكن أن تضم 120 بحارًا.

وقدرت الخسائر في "ترومان" بنحو 700 ألف دولار دون وقوع إصابات.

إجراءات تأديبية وتحذيرات من تدهور المعايير

قال نائب رئيس العمليات البحرية، الأدميرال جيمس كيلبي، إن البحرية اتخذت إجراءات تأديبية، مؤكدًا استمرار مراجعة التكتيكات والتدريب والإجراءات لضمان منع تكرار الحوادث.

قد يهمك