أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قرارًا بإعفاء برعي الصديق علي أحمد من منصبه كمحافظ لبنك السودان المركزي، وتعيين آمنة ميرغني حسن التوم خلفًا له، في خطوة تأتي ضمن حزمة من الإجراءات الهادفة لتعزيز الأداء المالي والاقتصادي في البلاد.
وجّه البرهان، في القرار الصادر من رئاسة مجلس السيادة بمدينة بورتسودان، الجهات المختصة بالشروع الفوري في تنفيذ القرار، مشددًا على الدور المحوري للبنك المركزي في تحقيق الاستقرار النقدي ودعم الإصلاحات الاقتصادية خلال الفترة الحساسة التي تمر بها السودان.
وتُعد آمنة ميرغني من الأسماء المصرفية والاقتصادية البارزة في البلاد، حيث تمتلك خبرة واسعة في إدارة المؤسسات المالية، وتشارك في عدد من اللجان المصرفية والاقتصادية على المستوى الوطني، وهو ما يُتوقع أن ينعكس إيجابًا على أداء البنك المركزي وسياساته المستقبلية.
ويأتي هذا التغيير في ظل ظروف اقتصادية معقدة يشهدها السودان، نتيجة الصراع الدائر بين القوات المسلحة وميليشيا الدعم السريع، والذي أدى إلى تدهور قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم، واضطراب الأنشطة الاقتصادية.
كما تواجه المؤسسات المالية تحديات في إدارة الاحتياطات النقدية وتنظيم السيولة وتوفير الخدمات المصرفية بالمناطق المتأثرة بالنزاع.
ويرى محللون أن هذا القرار يشكّل بداية مرحلة جديدة لإعادة هيكلة القطاع المالي، عبر تعزيز استقلالية البنك المركزي ورفع كفاءة الجهاز المصرفي وضبط سوق النقد الأجنبي، بما يسهم في تقليل الاعتماد على السوق الموازية واستعادة الثقة في النظام المصرفي الرسمي.
ويتزامن قرار التعيين مع الذكرى الـ71 لسودنة القيادة في القوات المسلحة واحتفالات مئوية الجيش السوداني، في دلالة على ارتباط القرارات الاقتصادية بالمسؤوليات الوطنية التي تضطلع بها مؤسسات الدولة خلال المرحلة الراهنة.