ألقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "التأسيس" محمد حمدان دقلو حميدتي خطاباً سياسياً في دارفور حمل رسائل متعددة حول مستقبل السودان، مؤكداً عزمه على تحويل البلاد، وفي مقدمتها إقليم دارفور، إلى نموذج تنموي يضاهي "سويسرا أفريقيا".
شدد حميدتي في كلمته أمام قيادات تحالف "التأسيس" على ضرورة تأسيس الدولة السودانية على قواعد مؤسسية راسخة تضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأوضح أن مشروعه يقوم على إعادة هيكلة المؤسسات وبناء نموذج تنموي متين، قائلاً: "هناك من يريدونها دارة، أصبروا قليلاً السيل بهد الماسكة".
وأكد أن الصبر والعمل المستمر شرط أساسي للوصول إلى السودان الجديد الذي يحلم به.
كشف حميدتي عن سلسلة من القرارات الاقتصادية، من أبرزها حظر استخدام سيارات اللاندكروزر في التجارة، ووقف عمليات التصدير مؤقتاً، واعتبر أن هذه الخطوات تهدف إلى ضبط الموارد وتنظيم الأسواق، مشيراً في الوقت ذاته إلى التزام الحكومة بتوفير بدائل مناسبة للتجار والمصدرين.
تعكس القرارات ، بحسب مراقبين، توجهاً جديداً لإعادة ضبط الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع أولويات حكومة التأسيس.
صرّح حميدتي بأن مدينة نيالا مرشحة لتكون العاصمة الجديدة للسودان، نظراً لموقعها الجغرافي وثقلها السكاني والتجاري.
وأوضح أن الفاشر، رغم مكانتها التاريخية، قد لا تكون الخيار الأنسب في المرحلة المقبلة، مضيفاً: "حتى لو لم تكن نيالا عاصمة للسودان، فستكون عاصمة لدارفور"، هذا الطرح يفتح نقاشاً واسعاً حول مستقبل مركز السلطة في ظل التحولات السياسية.
أشار حميدتي إلى الضغوط القبلية التي يواجهها في ملف التعيينات، موضحاً أن كل قبيلة تطالب بثلاثة أو أربعة مستشارين سياسيين داخل حكومة "التأسيس".
وأضاف أن الأمر بات محكوماً بقرار رئاسي لتفادي تضخم الجهاز الإداري، مبرزاً التحديات التي تواجه القيادة في إيجاد توازن بين التمثيل المجتمعي ومتطلبات الحكم الرشيد في السودان الجديد.
يأتي خطاب حميدتي في مرحلة مفصلية يمر بها السودان، حيث يشهد صراعاً داخلياً وأزمات اقتصادية خانقة. وتُعتبر دعوته لبناء "سودان جديد" برؤية تنموية شاملة محاولة لتقديم مشروع سياسي بديل يعكس طموحات قيادة حكومة التأسيس، وسط جدل داخلي حول جدوى القرارات الاقتصادية وخيارات العاصمة المقبلة.