جدد الرئيس الإريتري، آسياس أفورقي، تأكيد دعمه الكامل لحكومة السودان المؤقتة، التي تتخذ من بورتسودان مقرًا لها، ولجهودها في الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها، وذلك خلال مباحثات أجراها مع رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، الذي بدأ زيارة رسمية إلى أسمرا استمرت يومين.
وعقد إدريس، الذي رافقه وفد ضم وزيري الخارجية والإعلام، اجتماعًا مساء الخميس مع أفورقي، حيث أكد الأخير أن موقف بلاده "ثابت في مساندة استقرار السودان ووحدته، والوقوف إلى جانب شعبه لتحقيق السلام والتنمية"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
وأضافت "سونا" أن الجانبين ناقشا سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، حيث اتفقا على تعزيز التنسيق السياسي والأمني لمواجهة التحديات المشتركة.
وخلال اللقاء، أعرب إدريس عن تقدير حكومته للدعم الإريتري المستمر، وثمّن موقف أفورقي الداعم للسودان في مواجهة الأزمة الحالية، التي تشهد صراعًا داميًا بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي لفتة لاقت تفاعلًا واسعًا، نظّم الرئيس الإريتري استقبالًا جماهيريًا لرئيس الوزراء السوداني، تخلله جولة في شارع "كمشتاتو" وسط العاصمة أسمرا، شارك فيها مواطنون إريتريون وسودانيون. وخلال الجولة، شوهد إدريس يهتف: "عاش الرئيس آسياس أفورقي.. عاش الرئيس البرهان"، وهو ما أثار جدلاً وانتقادات حادة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حتى من بعض أنصاره، الذين اعتبروا الهتاف لزعيم دولة أجنبية "غير لائق" سياسيًا، خاصة في ظل ظرف وطني حساس.
وتعد زيارة إدريس إلى أسمرا هي الرابعة له إلى الخارج منذ توليه رئاسة الوزراء في 19 مايو الماضي، وشملت حتى الآن مصر، والسعودية، ومشاركته في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
تُعد إريتريا من أبرز دول الجوار التي تدعم الجيش السوداني بشكل صريح في حربه ضد "قوات الدعم السريع". وكان الرئيس أفورقي قد أعلن في وقت سابق استعداد بلاده للتدخل عسكريًا لصالح الجيش، في حال امتدت المعارك إلى ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، معتبرًا أن الحرب في السودان تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة ولبلاده.
وتشير تقارير إلى أن إريتريا تستضيف معسكرات لتدريب ميليشيات أهلية موالية للجيش السوداني، حيث تم تجهيز وتسليح عشرات الحركات ذات الطابع الإثني داخل الأراضي الإريترية، بدعم مباشر من الجيش الإريتري.
وفي تطور مثير للجدل، أعلن أحد قادة هذه الميليشيات عن بدء تدريب 50 ألف مقاتل في معسكرات داخل إريتريا عقب لقاء جمعه بأفورقي، ما أثار ضجة واسعة حول طبيعة الدعم العسكري الذي تقدمه أسمرا.
كما تداولت تقارير صحفية أن الحكومة السودانية قامت بنقل بعض طائراتها الحربية إلى إريتريا، بهدف حمايتها من الهجمات الجوية التي تشنها "قوات الدعم السريع" باستخدام الطائرات المسيّرة.
وكانت "الدعم السريع" قد نفذت في 4 مايو الماضي هجمات على مواقع استراتيجية بمدينة بورتسودان، من بينها قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومطار المدينة، ومستودعات وقود وبضائع، وأسفرت الضربات عن تدمير طائرات مقاتلة ومسيّرات حديثة تابعة للجيش.
من زوايا العالم