نفذ الجيش السوداني الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 عملية إنزال جوي ناجحة لصالح الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع واحد.
جاءت العملية في ظل اشتباكات عنيفة، وأكدت قدرة القوات المسلحة على كسر الحصار عبر إيصال الإمدادات الحيوية بعد توقف استمر خمسة أشهر.
استغرقت العملية اتأكثر من نصف ساعة ولم تواجه أي مقاومة من المضادات الأرضية، بعد أن تمكن الجيش من تدمير منظومة دفاع جوي كانت قوات الدعم السريع قد نصبتها بإشراف عناصر أجنبية، وفق المصادر نفسها.
شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً جوياً مكثفاً من جانب الجيش السوداني، حيث شنت الطائرات المسيّرة غارات قوية على مواقع الدعم السريع المحيطة بالفرقة السادسة.
وتندرج هذه الضربات في إطار استراتيجية تهدف إلى فك الحصار وتأمين خطوط الإمداد للقوات الحكومية داخل الفاشر. ويرى مراقبون أن الجيش لجأ بشكل متزايد إلى القوة الجوية لتعويض محدودية الحركة البرية تحت الحصار المستمر.
تفرض قوات الدعم السريع، منذ نحو عامين، حصاراً خانقاً على مدينة الفاشر، ما أدى إلى انقطاع السلع الغذائية والأدوية وارتفاع أسعارها لمستويات تفوق قدرة السكان.
النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية دفع آلاف المدنيين إلى حافة المجاعة، وسط غياب تدخل دولي فعال. الوضع الإنساني في الفاشر بات يُعد من أخطر أزمات دارفور في الوقت الحالي.
كثفت قوات الدعم السريع هجماتها خلال الشهرين الأخيرين، وحققت بعض التقدم الميداني الذي ضيّق الخناق على الجيش داخل المدينة. وشهد يوم الإثنين 6 أكتوبر هجوماً عنيفاً استهدف مباني السلاح الطبي والدفاع الجوي التابعة للفرقة السادسة، غير أن القوات المسلحة بدعم من القوة المشتركة تمكنت من صد الهجوم واستعادة السيطرة.
ويؤكد ذلك أن الفاشر باتت تمثل ساحة مواجهة رئيسية في الصراع، في ظل غياب أي مؤشرات على تسوية سياسية قريبة.