في سابقة من نوعها أقام رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية MI6 حفل نهاية خدمته في هذا الجهاز وستخلفه امرأة.
ليس في قصر باكينغهام ولا في مجلس العموم أو مجلس اللوردات أو في أفخم فنادق لندن بل في باحة قنصلية بريطانيا في إسطنبول.
ريتشارد مور استدعى شخصيات سياسية ودبلوماسية وحتى صحفية، لكنه اشترط عليهم عدم طرح أي سؤال.
فاجأ الجميع بإطلاق برنامج علني (هو مناقض للعمل الاستخباراتي) دعا إلى تجنيد جواسيس من روسيا لصالح المخابرات البريطانية عن طريق البريد الصامت “الدارك ويب”.
من أجل إسقاط نظام بوتين، أردوغان في أمريكا: هل كانت تعلم تركيا عن إعلان ريتشارد مور أم أنها متماهية معه في برنامجه؟ وقد أُطلق موقع إلكتروني لتجنيد جواسيس في روسيا وحول العالم من خلال توفير قناة اتصال آمنة.
أخبر أيضًا عن تحول زيلينسكي من ممثل كوميدي إلى بطل وزعيم، وأنه زاره منذ سنوات.
ولا يسعني هنا إلا أن أربط بين القرب من التوصل إلى اتفاق روسي-أوكراني في لقاء تركيا لولا زيارة وزير بريطاني أفشلت هذا الاتفاق وحثت زيلينسكي على رفضه.
ولم يفوّت الفرصة للحديث عن الرئيس أحمد الشرع وأنه على علم بالتخطيط لسقوط نظام الأسد منذ مدة.
وحسب صحيفة تليغراف، ريتشارد مور مرشح لخطة سفير بريطانيا في أمريكا بعد إقالة اللورد بيتر مندلسون بسبب علاقته مع جيفري إبستين.
فمن هو ريتشارد مور؟
اشتغل ملحقًا إعلاميًا لقنصلية بريطانيا في إسطنبول، ولا ندري هل هو إعلامي من الأساس أو مجند لهذا المنصب، وكان كل تركيزه ودراساته حينها على حركات الإسلام السياسي في تركيا: أربكان وأردوغان.
كما عُيّن سفيرًا في تركيا من سنة 2014 إلى 2018، وهي فترة حساسة شهدت محاولة الانقلاب على أردوغان في 15 تموز 2016، والجميع يعلم العلاقة الوطيدة بين الدولة العميقة التركية وجهاز الـ MI6.
كل أولاده ولدوا في تركيا، وهو مشجع كبير لنادي بيشكتاش، وله اشتراك سنوي فيه ويحمل قميص الفريق ورقمه 007.
ومن سفير إلى رئيس جهاز MI6.
من تركيا يتحدى بوتين ويعلن دوره في رعاية زيلينسكي وعلمه بتحضيرات أحمد الشرع.
فقد أعلن ترامب أمس أن تركيا هي من أطاحت بالأسد ودعمت الشرع.
تُنشر الاستراتيجيات البريطانية كل عشر سنوات لتتيح معرفة التركيز البريطاني على الملفات القادمة، وآخر تقرير استراتيجي صدر قبل ثلاث سنوات تقريبًا وأعمدته هي: تعزيز المد البريطاني في البحر الأسود، وإضعاف الدور الروسي، ومحاربة القوة الروسية، وتعزيز التعاون مع تركيا، حيث صرّح ترامب البارحة أنه سيقنع أردوغان بالتخلي عن شراء النفط الروسي. بعد ذلك بساعات أعلنت شبكة رويترز الإخبارية أنه سيتم تفعيل خط النفط كردستان-تركيا، وهذا دعم لتركيا وإضعاف لروسيا واقتصادها.
ألم تضعف الحرب على أوكرانيا روسيا؟
ألم يضعفها سقوط حليفها نظام الأسد؟
ألم يضعفها ضرب إيران؟
لكن في المقابل مدّت روسيا يدها للشرق، لقمة شنغهاي، وتحرج أوروبا بخرق المجال الجوي لبعض دول الاتحاد منها بولندا وإستونيا، ومسيرات في السويد والدنمارك.
منبر الرأي