أفادت صحيفة بريطانية أن دول الاتحاد الأوروبي تبحث إنشاء ما يسمى بـ"جدار الطائرات المسيرة"، وهو نظام دفاعي متعدد الطبقات يشمل رادارات متطورة وكاميرات مراقبة وأنظمة اعتراض متكاملة، بهدف مواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيرة.
ويأتي هذا الطرح بعد تزايد حوادث تحليق مسيرات مجهولة فوق مطارات في الدنمارك والنرويج ومناطق أخرى، ما أثار مخاوف أوروبية متصاعدة من اختراقات جديدة لأجواء القارة.
أشار التقرير أن التحدي الأكبر أمام الاتحاد الأوروبي يكمن في سرعة التنفيذ، إذ يسعى القادة الأوروبيون لإقرار المشروع خلال اجتماع مرتقب يوم الجمعة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بخطة موحدة لتجميع خط من أنظمة الدفاع الجوي والإنذار المبكر القادر على إسقاط أسراب المسيرات الروسية.
تواجه الخطة تواجه عقبة سياسية، مع امتناع المجر، الحليف المقرب من موسكو، عن المشاركة، وهو ما قد يترك فجوة جغرافية تزيد عن 96 ألف كيلومتر مربع في قلب أوروبا.
خبراء الأمن في بروكسل حذروا من أن يتحول "جدار الطائرات المسيرة" إلى نسخة عصرية من "خط ماجينو" الشهير، الذي شيدته فرنسا قبيل الحرب العالمية الثانية لصد أي غزو ألماني محتمل، لكنه فشل بعد أن تجاوزته قوات هتلر عبر غابة آردين وبلجيكا عام 1940.
ويرى المحللون أن المشروع الأوروبي لن يحقق أهدافه ما لم يُدعم بإجراءات أكثر صرامة، مثل الاستعداد لإسقاط الطائرات المسيرة قبل دخولها المجال الجوي لحلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
كان خط ماجينو أحد أضخم التحصينات العسكرية في التاريخ الحديث، وضم مخابئ محصنة ومواقع مدفعية وحقول ألغام على حدود فرنسا مع ألمانيا وسويسرا وبلجيكا، ورغم ضخامته، لم يمنع الغزو الألماني، وأصبح رمزاً لخطط الدفاع غير المرنة التي تتجاوزها الحروب الحديثة بطرق مبتكرة.
تخشى أوروبا اليوم أن يواجه مشروع "جدار المسيرات" المصير نفسه إذا لم يُواكب بمرونة سياسية وعسكرية قادرة على مواجهة التهديدات الجديدة.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
