يرى خبراء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواجه صعوبة كبيرة في الفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، رغم حملته المكثفة للترويج لنفسه. وأوضحوا أن الضغوط التي يمارسها على اللجنة المانحة غالباً ما تأتي بنتائج عكسية، في ظل تمسك لجنة الجائزة بالعمل باستقلالية تامة بعيداً عن أي تأثيرات سياسية.
يشير المحللون إلى أن ترامب ساهم في تقويض النظام الدولي القائم، من خلال الانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، وفتح حروب تجارية مع حلفاء تقليديين لواشنطن.
كما أثار دعم ترامب لإسرائيل في حرب غزة وتقاربه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات واسعة، وهي خطوات لا تنسجم مع وصية ألفريد نوبل التي تشدد على "تعزيز الترابط بين الأمم".
تبرز منظمات إنسانية كمرشحين أوفر حظاً لنيل الجائزة، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منظمة يونيسف، الصليب الأحمر الدولي، وأطباء بلا حدود.
ظهرت مبادرات محلية مثل "غرف الطوارئ" في السودان ضمن قائمة الترشيحات المحتملة، بالنظر إلى دورها المباشر في إنقاذ الأرواح وسط ظروف بالغة التعقيد.
المؤرخ أسلي سفين، المتخصص في متابعة الجائزة، أكد أن "فرص ترامب معدومة"، فيما رأت نينا غرايغر، مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو، أن سياسات الرئيس الأميركي السابق لا تمت بصلة لمفهوم تعزيز السلام.
وأضاف خبراء آخرون أن احتمالية فوز ترامب قد ترتبط فقط بقدرته على إنهاء الحرب في أوكرانيا أو ممارسة ضغط حقيقي لوقف الحرب في غزة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
من المقرر إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام في العاشر من أكتوبر المقبل. وقد شهدت الجائزة في تاريخها مفاجآت عديدة، مثل فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد أقل من عام على توليه السلطة، أو منحها لهنري كيسنجر رغم استمرار حرب فيتنام. ومع ذلك، تبقى اللجنة ملتزمة بمكافأة الجهود التي تساهم بوضوح في خفض النزاعات وتعزيز فرص الحوار الدولي.
من زوايا العالم
من زوايا العالم