بمناسبة ذكرى ميلاد الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، قال إلهامي المليجي منسق المبادرة العربية لحرية القائد عبدالله أوجلان إننا حين يحل الرابع من نيسان لا نحتفي بميلاد رجل فحسب، بل نُحيي ميلاد فكرة، وميلاد مقاومة، وميلاد قضية حملها قائد بحجم عبدالله أوجلان (آبو)، فجعل من يوم مولده علامة فارقة في تاريخ نضال الشعوب الباحثة عن الحرية والسلام.
وولد الزعيم الكردي عبدالله أوجلان في 4 أبريل 1949، وهو قائد ومؤسس حزب العمال الكردستاني، وقد ولد في كنف عائلة تعمل بالزراعة جنوب شرق تركيا، وشاهد اضطهاد الشعب الكردي، كونه واحداً منه، فطرح أفكاراً نضالية كانت ملهمة لشعوب أخرى لاحقاً، وصولاً إلى اعتقاله عام 1999 في كينيا بتعاون اسخباراتي شاركت فيه عدة دول.
وأضاف، في تصريحات صحفية له، أن هذا اليوم ليس عابراً في روزنامة الأيام، بل يوم استثنائي لكل من ذاق طعم القهر والحصار والإنكار، فهو يومٌ كتب فيه التاريخ صفحة أخرى من صراع الإنسان مع الاستبداد، ومن سيرة شعوب رفضت أن تعيش في الظل أو تُطوى قضيتها في أدراج النسيان.
ويقول المليجي إن ميلاد "آبو" ليس ذكرى شخصية، بل ميلاد الحلم الكردي، وميلاد صوت المضطهدين في كل مكان. هو إعلان دائم بأن الكرامة لا تُشترى، وأن الشعوب لا تموت طالما فيها من يؤمن بقدرتها على النهوض من تحت الركام، وفي نيسان هذا، حين تتفتح الأزهار، تتفتح كذلك آمالنا بأن مشروع الأمة الديمقراطية، الذي نادى به أوجلان، سيظل الشعلة التي تضيء درب التعايش، والحل السلمي، والتعددية التي تعيد للإنسان قيمته وحقه في أن يكون كما يشاء.
ويواصل المليجي حديثه فيقول إنها ذكرى تنفض عنا غبار اليأس، وتقول لكل من يسعى وراء الحرية إن النضال لا يموت، وإن القيد لا يدوم، وإن فجر الشعوب يبدأ من فكرة، من إيمان، من قائد لم يساوم على الحق، منوهاً إلى أنه في الرابع من نيسان، نُجدد العهد بأن الحلم باقٍ، وأن النضال مستمر، حتى تنعم كل الشعوب بحريتها، وتزهر أرض الكرامة والسلام من جديد.
وفي ختام تصريحاته، شدد الكاتب الصحفي المصري على أنه في ذكرى مولد أوجلان، لا نكتفي بالتحية ولا نكتفي بالاحتفاء، بل نُجدد النداء ونرفع الصوت عالياً: حرية القائد عبدالله أوجلان ليست مطلبًا كرديًا فقط، بل مفتاحًا لحل معضلة الكرد ومختلف المكونات، وبوابة نحو سلام دائم واستقرار حقيقي في الشرق الأوسط كلّه.
كما شدد منسق المبادرة العربية لحرية أوجلان على أن الإفراج عن (آبو) لن يكون منحة، بل استحقاقاً أخلاقياً وسياسياً، وخطوة أولى وصحيحة في اتجاه بناء شرقٍ جديد، يتسع لكل شعوبه وألوانه وهوياته، وينهي عقوداً من الظلم والدمار والإنكار.
من زوايا العالم
منبر الرأي
فضاءات الفكر