يشهد الصومال تطورات متسارعة على المستويين الأمني والعسكري، في وقت تكثف فيه الحكومة جهودها الميدانية والتخطيطية لمواجهة حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ففي العاصمة مقديشو، أقر وزيرا الدفاع والأمن الداخلي، إلى جانب مستشار الأمن القومي وبمشاركة شركاء دوليين، استراتيجية وطنية جديدة لمكافحة العبوات الناسفة محلية الصنع، التي تُعد السلاح الأخطر والأكثر فتكاً في ترسانة الحركة. وأكد وزير الدفاع أحمد معلم فقي أن الخطة تمثل نقطة تحول رئيسية في تعزيز قدرات القوات المسلحة، مشدداً على ضرورة تكامل المؤسسات الأمنية وتعاون المجتمع الدولي عبر التدريب والدعم الفني. وتشمل الاستراتيجية تطوير تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتوسيع برامج التوعية المجتمعية، وبناء القدرات الأمنية بهدف تقليص الهجمات التي تستهدف المدنيين والعسكريين.
عمليات نوعية
ميدانياً، زار اللواء سهل عبد الله عمر، قائد القوات البرية، بلدة "الدير" في إقليم جلجدود بعد معارك عنيفة تمكنت خلالها القوات الحكومية والمليشيات المحلية من صد هجوم واسع لحركة الشباب، أسفر عن مقتل أكثر من 70 مسلحاً، مقابل خسائر في صفوف القوات النظامية بلغت ستة قتلى و14 جريحاً. وأكد اللواء سهل أن العمليات لن تتوقف حتى تحرير جميع المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، بينما وصف وزير الدفاع هذه المواجهة بأنها "ضربة موجعة" للحركة.
وفي الجنوب الغربي، نفذت وكالة الاستخبارات والأمن الوطني عملية نوعية بمدينة "بيدوا"، أسفرت عن اعتقال مشتبهين بانتمائهم لحركة الشباب كانوا يخططون لاعتداءات إرهابية. وأعلنت الإدارة الإقليمية هناك نيتها شن هجمات على معاقل الحركة في باي وباكول، محذرة في الوقت نفسه من تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة حصار الجماعات المسلحة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
مرحلة جديدة
من جانبه، اعتبر نائب وزير الإعلام عبد الرحمن يوسف العدالة أن الجيش الصومالي دخل "مرحلة جديدة من الحسم"، مؤكداً أن زمن سطوة الإرهاب المطلقة قد انتهى، مشيراً إلى النجاحات الأخيرة في إفشال هجمات انتحارية وتدمير عربات مفخخة قبل وصولها لأهدافها.
ويؤكد مراقبون أن هذه الانتصارات ليست مجرد إنجازات ميدانية، بل رسائل سياسية تعكس صعود قوة الدولة وتراجع نفوذ الجماعات المتطرفة، مع بقاء التحدي الأكبر في كيفية تحويل هذه المكاسب العسكرية إلى استقرار سياسي واجتماعي طويل الأمد.