في إنجاز علمي جديد يعكس تنامي دور البحث التطبيقي في الجامعات المصرية، أعلنت كلية الصيدلة بجامعة العاصمة عن مساهمة الباحث المصري الدكتور حازم حسن في تطوير علاج جيني مبتكر لعلاج الصمم الخلقي، يفتح آفاقًا واعدة أمام آلاف الأطفال المصابين بفقدان السمع الوراثي حول العالم.
وأوضحت الكلية أن العلاج الجديد، المعروف باسم DB-OTO، يستهدف علاج حالات الصمم الناتجة عن نقص جين OTOF المسؤول عن نقل الإشارات السمعية داخل الأذن، وهي من أكثر أنواع الصمم الوراثي تعقيدًا والتي لا يتوافر لها علاج دوائي فعال حتى الآن، وغالبًا ما يُلجأ لعلاجها بزراعة القوقعة.
ويعتمد العلاج على توصيل نسخة سليمة من الجين المسبب للمرض مباشرة إلى خلايا السمع داخل القوقعة، باستخدام فيروس آمن ومعدل وراثيًا، من خلال حقنة واحدة داخل الأذن.
وأُجريت أول دراسة سريرية بشرية من نوعها على أطفال يعانون من صمم خلقي شديد، حيث أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في القدرة السمعية خلال 24 أسبوعًا فقط، وتمكّن بعض الأطفال من استعادة السمع دون الحاجة إلى زراعة قوقعة الأذن، في تطور يُعد غير مسبوق في مجال علاج فقدان السمع الوراثي.
وفي هذا السياق، أشاد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة العاصمة، بالإنجاز البحثي، مؤكدًا أن ما تحقق يعكس كفاءة الباحث المصري وقدرته على تقديم حلول علمية مبتكرة للتحديات الصحية والإنسانية، مشددًا على أن الجامعة تضع البحث العلمي التطبيقي في صدارة أولوياتها.
من جانبه، أكد الدكتور محمد إبراهيم صالح، عميد كلية الصيدلة، أن هذا التطور يُمثل خطوة مفصلية نحو علاج جذري لأنواع محددة من الصمم الوراثي، ويفتح آفاقًا واسعة لاستخدام العلاج الجيني في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بفقدان السمع الخلقي.
بدوره، أوضح الدكتور محمد عبده خضر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي، أن دعم الباحثين وتشجيع الابتكار في مجالات ذات تأثير حقيقي يُعد ركيزة أساسية في استراتيجية الكلية لتعزيز مكانتها العلمية وتأهيل كوادر قادرة على المنافسة الدولية.