توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، في قرية عابدين بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
ودخلت ثماني آليات عسكرية إلى القرية، تلاها رتل يضم عشر سيارات، حيث نفذت القوات عملية تفتيش شملت منزلين، دون أن تسفر عن أي اعتقالات.
وكانت قوة إسرائيلية قد تقدمت، أمس الأربعاء، إلى داخل بلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة الشمالي، واعتقلت سبعة شبان من أبناء البلدة، قبل أن تقتادهم إلى داخل أراضي الجولان المحتل.
كما توغلت قوة عسكرية أخرى في اليوم نفسه باتجاه بلدتي العشّة والأصبح جنوب القنيطرة، وأجرت عمليات تفتيش موسعة في عدد من المنازل، ثم انسحبت نحو الحدود دون تسجيل أي اعتقالات.
خلال شهر أغسطس الماضي، صعّدت إسرائيل من تحركاتها العسكرية والأمنية في الجنوب السوري، ولا سيما في محافظتي القنيطرة ودرعا، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي المخاوف من انزلاق المنطقة إلى ساحة مواجهة مفتوحة، وسط غياب كامل لأي تحرك من جانب الحكومة الانتقالية في دمشق.
رصدت الجهات المتابعة أكثر من 26 عملية توغل بري وتحرك ميداني للقوات الإسرائيلية في ريفي القنيطرة ودرعا، كان آخرها وصول دورية عسكرية إلى مفرق بلدة صيدا الجولان في الريف الجنوبي، قرب الحد الفاصل مع الجولان المحتل وعلى تماس مباشر مع الحدود الإدارية لدرعا في منطقة حوض اليرموك.
كما أقامت القوات الإسرائيلية أكثر من 15 حاجزاً عسكرياً في مواقع متفرقة، واعتقلت ما لا يقل عن 6 مدنيين خلال مداهمات في بلدات الصمدانية وطرنجة ورويحينة، فيما أقدمت على تدمير منزلين في القنيطرة أحدهما في بلدة القحطانية، إلى جانب مداهمة نحو 10 منازل في معرية، وتجريف مساحات زراعية في جباثا الخشب ونقل أشجارها إلى داخل الأراضي المحتلة.
وفي السياق ذاته، انتشرت القوات الإسرائيلية في مواقع استراتيجية أبرزها تل الأحمر الغربي والشرقي، تل كروم، جبل الشيخ، وقطعت طرقاً رئيسية مثل طريق كودنة–الأصبح. كما وضع مستوطنون حجر الأساس لأول مستوطنة في قرية جويزة المهجّرة تحت اسم "نافي هباشان"، فيما قامت القوات الإسرائيلية بتوزيع مساعدات غذائية في بلدتي بريقة وبئر العجم.
شهد شهر أغسطس أيضاً تنفيذ 7 غارات جوية وصاروخية إسرائيلية، من بينها 5 غارات في ريف دمشق استهدفت مواقع عسكرية في جبل المانع، دير علي، كفرحور، وبيت تيما. كما طالت ضربة مواقع في القنيطرة، إلى جانب هجمات متفرقة على محاور السويداء.
وخلفت هذه الضربات 6 قتلى من عناصر الفرقة 44 التابعة لقوات دمشق في ريف العاصمة، إلى جانب مصرع مدني. وتخلل إحدى الضربات إنزال جوي إسرائيلي في ريف دمشق، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السوري السابق.
بذلك تكون حصيلة العمليات الإسرائيلية خلال أغسطس الماضي قد بلغت: 25 عملية توغل بري، 15 حاجزاً عسكرياً مؤقتاً، اعتقال 6 مدنيين، مداهمة 10 منازل، هدم منزلين، و7 غارات جوية أودت بحياة 6 عسكريين ومدني.
يرى مراقبون أن هذه التحركات تعكس رغبة إسرائيل في فرض حضور ميداني ورقابة مباشرة على الأرض، عبر إنشاء نقاط عسكرية جديدة وقطع طرق حيوية لربط دمشق بلبنان، في محاولة لتضييق الخناق على خطوط إمداد حزب الله والقوات الحليفة لإيران.
كما تشير كثافة الحواجز وانتشار القوات إلى توجه تدريجي نحو إقامة منطقة أمنية عازلة غير معلنة جنوب سوريا، ومنع أي تموضع عسكري إيراني أو لحزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية.