كشفت الحكومة العراقية عن نتائج التحقيق في الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية باستخدام طائرات مسيرة انتحارية داخل مناطق متعددة من البلاد بما في ذلك إقليم كردستان.
وأكدت الحكومة العراقية أن جميع الهجمات نفذت من قبل جهة واحدة باستخدام طائرات متطابقة مصنعة خارج العراق، دون الكشف عن هوية الجهة المنفذة حتى الآن.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء صباح النعمان في بيان صحفي إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بتشكيل لجنة تحقيقية عليا تضم كبار الضباط والمختصين للنظر في حوادث الاستهداف التي طالت عددا من مواقع الرادارات التابعة للقوات المسلحة العراقية، من خلال استخدام طائرات مسيرة انتحارية نفذت في توقيتات متزامنة واستهدفت منظومات دفاعية في عدد من القواعد العسكرية داخل البلاد.
وأضاف النعمان أن التحقيق استند إلى جهود أمنية واستخبارية وفنية دقيقة ومكثفة وأسفر عن التوصل إلى نتائج مهمة، أبرزها تحديد منشأ الطائرات المستخدمة، والتي تبيّن أنها تحمل رؤوسا حربية بأوزان مختلفة وتم تصنيعها خارج العراق، كما تم رصد أماكن انطلاق تلك الطائرات بدقة، وتبين أنها انطلقت من مواقع محددة داخل الأراضي العراقية. وأكد كذلك أنه تم الكشف عن الجهات المتورطة في تنفيذ وتنسيق هذه العمليات العدائية.
وأشار إلى أن اللجنة أجرت تحليلا فنياً شاملا لمنظومات التحكم والاتصال المستخدمة في تسيير الطائرات، مما مكن الجهات الاستخبارية من جمع بيانات دقيقة دعمت نتائج التحقيق. كما لفت إلى أن جميع الطائرات المسيّرة التي نفذت بها الهجمات هي من النوع نفسه، وهو ما يدل بوضوح على أن الجهة المنفذة واحدة.
وشدد النعمان على أن القيادات الأمنية والعسكرية في البلاد لن تتهاون مع أي تهديد يستهدف أمن وسلامة القوات المسلحة ومقدّرات الدولة، مؤكداً أن جميع المتورطين ستُتخذ بحقهم الإجراءات القانونية وسيحالون إلى القضاء العراقي لينالوا جزاءهم العادل وفقاً للقانون.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن هذه الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية، مشددا على أن الدولة العراقية لن تسمح لأي طرف، سواء داخليا أو خارجيا، بالمساس بأمن العراق واستقراره.