بث تجريبي

بدون إحراج/ سيد أبواليزيد يكتب: تثبيت إطلاق النار.. والتحول الديمقراطي

من الأهمية، بعد أن تم الاتفاق على هدنة وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الإصرار على تثبيته لحماية منطقة الشرق الأوسط من الانزلاق إلى الفوضى.
ولكن من الأهم، بدلًا من البحث عن شرق أوسط جديد، الاتجاه نحو التفكير في التحول الديمقراطي للدول، خاصة بعد تلميح الرئيس الأمريكي ترامب باحتمال السعي لتغيير النظام الإيراني، بالرغم من التأكيدات الصادرة من إدارته بأن الهدف من المواجهة والحملة العسكرية والحرب التي قادتها إسرائيل هو كبح طموحات إيران النووية.

والرهان على سقوط النظام الإيراني أو تغييره قد يحمل في مضمونه عواقب عكسية، فبدلًا من صعود قيادة معتدلة ترضى واشنطن وتل أبيب، قد يدفع أي اضطراب داخلي إلى مزيد من القمع، خاصة في بلد متسع المساحة، بشكل ربما تكون تداعياته كارثية على المنطقة بأكملها.

ويرتبط ذلك بما تناوله ترامب نفسه من انتقاد المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري لسنوات، لدعمهم تغيير النظام في العراق وإيران وأماكن أخرى حول العالم.

ولذلك من المتصوّر البحث عن صيغة تتناسب مع التوجهات العالمية، ودراسة مدى تحقيق التحول الديمقراطي والانتقال من نموذج الدولة القومية بصيغتها الدينية العرقية.
في حين أن مفهوم الدول التي تتحول ديمقراطيًا، يقوم ويُرسي أركانه على عقد اجتماعي أو دستور ديمقراطي يستوعب كافة المكونات، ويضمن حقوق وخصوصيات كافة الشعوب والمجتمعات من خلال بناء ديمقراطي يشعر فيه المواطن بحريته وكرامته، دون تبني اللون الواحد، ويضمن حقوق كل الألوان، ويكون ملكًا لكل أبنائه.

وفي ظل حروب الهيمنة، من تسلط وصراع مشاريع توسعية تسعى للسيطرة على موارد المنطقة ومستقبل شعوبها، يستلزم من الدول الاعتماد على ذاتها لحماية ثرواتها والمحافظة على مقدّراتها.

ولا يمكن إغفال أن الـ 12 يومًا من اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل قد كشفت لنا وجود عجز عند كل طرف من الأطراف المتصارعة، حيث غابت الكفاءة الأمنية عند طهران، في حين سقطت ورسبت منظومة الدفاع الجوي عند تل أبيب.

وكشفت لنا الحرب أن إسرائيل لا تحارب لوحدها، ولكنها تستعين بالأقمار الصناعية الأمريكية لضمان الحصول على معلومات دقيقة للأهداف التي ينبغي ضربها بشكل حاسم، وخاصة المفاعلات النووية الإيرانية.

في حين نجحت إيران في تحديد أماكن حساسة بإسرائيل واستهدافها من خلال الاستعانة بالإحداثيات والخوارزميات.

وذهب مركز “أتون” للدراسات، في أمسيته السياسية الثقافية بمشاركة الباحث والكاتب الصحفي د. حسن أبو طالب، إلى أن أصحاب الأرض لا يهربون، ولذلك قد يسقط الكيان الصهيوني من الداخل بسهولة ما بين 5 إلى 12 عامًا، حيث وصلت إسرائيل إلى حالة من الضعف والخواء الداخلي، وأن فكرة الهيمنة قد انتهت.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عندما يردد نتنياهو بأن إسرائيل لم تكمل مهمتها بعد في إيران، وخاصة بتفاعل “فوردو”، فإنه يشكك بذلك في القدرات العسكرية الأمريكية، ويضع ترامب في مأزق، وقد يغضبه ويدفعه لإلغاء الدعم الكبير له، نظرًا لشعوره بالإهانة وتلاعب رئيس الوزراء الإسرائيلي به!!

وأخيرًا، فإننا أمام مشهد ينبغي مراعاته حول فكرة: من يملك النووي؟ وبالتالي، من يتحكم فيه يُعد من الدول الرادعة. ومن يمتلكه قد يكون رهينة له، ولكن ليس من المقبول الهرولة نحو البلطجة على الدول التي تسعى لامتلاكه، وإلا سوف نصل إلى الفوضى الخلاقة عالميًا!!

قد يهمك