صرّح عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) آلدار خليل، بأنهم يريدون نظاماً لا مركزياً ليس للكرد فحسب، بل لكل سوريا.
قرر مؤتمر وحدة الصف والموقف الكردي الذي عُقِدَ في 26 نيسان 2025 في مدينة قامشلو شمال وشرق سوريا، تشكيل وفد من عشرة أشخاص للمفاوضات مع إدارة دمشق، ويضم الوفد ممثلين عن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، والمجلس الوطني الكردي (ENKS)، والإدارة الذاتية، وأحزاب كردية أخرى، والحركة النسائية، وممثلين مستقلين.
الهدف الرئيسي للوفد هو المشاركة في حل القضية الكردية وتهيئة الأرضية لبناء سوريا ديمقراطية وفقاً للوثيقة التي أقرها الكونفرانس.
وتحدث أحد أعضاء الوفد وعضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) آلدار خليل، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، بأنهم لا يقبلون بمنهج الدولة القومية والإدارة المركزية التي كانت مفروضة حتى الآن، وقال: "لا يمكن التوصل إلى حلول جديدة ومستدامة بالأساليب القديمة، لهذا السبب، يجب عدم تكرار نموذج الدولة القومية وخاصة المركزية".
ممن يتألف الوفد وما هي مهامه الرئيسية...؟
الوثيقة التي تم إقرارها في كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي، هو المصدر الرئيسي للوفد، وهذه الوثيقة تهدف لحل القضية الكردية وأيضاً بناء سوريا ديمقراطية، الوفد لن يطوّر سياسة جديدة، بل سيحمي هذه الوثيقة، لأن جميع القوى الكردية قد اتفقوا على هذه الوثيقة، لقد تأسس الوفد بمشاركة الحركات السياسية الكردية والإدارة الذاتية والحركات النسائية وممثلون مستقلون وأحزاب خارج الوطن، أظهرت الأطراف إرادة مشتركة لضمان تمثيل الجميع في الوفد الذي يتكون من عشرة أعضاء، مهمة الوفد ليس الحوار مع دمشق فحسب، بل في الوقت نفسه شرح مضمون الوثيقة المعتمدة لجميع شرائح المجتمع.
عقد الوفد اجتماعه الأول، فقط عضوة من عفرين لم تستطع المشاركة فيه، الهدف الرئيسي للوفد المكون من عشرة أشخاص هو تمثيل النظام الديمقراطي الحالي في المنطقة والعملية الثورية، شمال وشرق سوريا مع إدارتها النسائية وبنيتها الدفاعية مختلفة عن باقي المناطق في سوريا، لهذا السبب، يتحرك الوفد في الحوار مع دمشق بحس كبير من المسؤولية، هم يعلمون أن كل خطوة، قد تكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على الكرد بل على سوريا بأكملها، ويؤمنون بأن الخطوات الصحيحة ستمنح معنويات النضال من أجل الديمقراطية والحرية في البلاد.
إن مهمة الوفد لا تقتصر على الحوار مع النظام السوري فحسب، بل في الوقت نفسه، فإن أحد المهام الرئيسية شرح مضمون الوثيقة التي تمخضت عن الكونفرانس والحقيقة التي تمثلها لجميع شرائح المجتمع، وإعلان هدف ومضمون هذا المشروع للشعوب مثل العرب السنة والعلويين والدروز والسريان والكلدان ـ الآشور، والأرمن والتركمان والشركس والكرد الذين يعيشون في المناطق المختلفة، الكرد منتشرون في العديد من المناطق في سوريا، ليس فقط في شمال وشرقها، ولهذا السبب، من المهم جداً أن يتحرك الوفد الذي يضم كل سوريا داخله، بوعي ومسؤولية.
هل حُدّد يوم اللقاء مع دمشق، وما هي المواضيع التي سيتم مناقشتها...؟
حتى الآن، ليس هناك تاريخ محدد من أجل الاجتماع الرسمي مع دمشق، ولكن في الآونة الأخيرة ذهب وفد مكون من ممثلين عن الكرد والعرب والآشوريين وعقدوا عدة لقاءات أولية، ومن المتوقع أن تتّضح معالم هذه العملية بناءً على مسار العلاقات بعد عطلة عيد الأضحى المبارك.
من المتوقع أن تُناقش كل قضية في لجان مختلفة كلٌّ حسب اختصاصه خلال الاجتماعات، مثلاً، بالنسبة لقضايا مثل الشؤون العسكرية والسياسية والاقتصادية والإدارة الذاتية، سيتم تشكيل وفود من الخبراء المعنيين، الممثلون السياسيون الكرد سيحلّون القضايا المتعلقة بالقضية الكردية، الوفد يواصل تحضيراته لعقد الاجتماع عند الطلب.
ما هو موقف الوفد حيال المجموعات المجتمعية والعرقية والدينية عدا الكرد...؟
إن رؤية الوفد لا تقتصر على حقوق الكرد فقط، بل تشمل أيضاً جميع المجموعات الاجتماعية والدينية الذين يعيشون في سوريا، حسب الوثيقة المعتمدة في الكونفرانس، فإن الهدف هو بناء سوريا ديمقراطية لجميع الشعوب بعد سقوط نظام البعث، وتمثيل مختلف المكونات كالعلويين والسنة والدروز والعرب والآشوريين والايزيديين بناءً على المواطنة المتساوية، ويقبل الوفد بأن الحل الدائم للقضية الكردية لا يمكن تحقيقه إلا بتحقيق الديمقراطية في جميع أنحاء سوريا.
حل القضية الكردية ممكن من خلال حل مشاكل جميع شعوب سوريا معاً، يجب أن يكون الهدف هو سوريا ديمقراطية لامركزية، تُضمن فيها الديمقراطية والحرية والمساواة للدروز والعلويين والمعارضة السنية والمجتمعات الأخرى، وليس للكرد فقط، يجب أن نأخذ الدروس والعبر من تجارب السنوات السابقة.
ما هي التجارب التي تتحدثون عنها...؟
سوريا ومنذ عام 1963 وما بعد، وبسبب بنيتها المركزية والدولة القومية، لم تستطع تطوير ثقافة ديمقراطية، إن مصدر هذه المشاكل هو هذا النظام، إذ كان الهدف اليوم هو الديمقراطية، لا يمكن تحقيق نتائج مختلفة بالأدوات القديمة (المركزية ونموذج الدولة القومية)، ولهذا السبب، يجب ألا يتكرر النظام المركزي بالتأكيد.
المشكلة هي أنه في الدول التي يوجد فيها فقر وفوضى وصراعات كبيرة، غالباً ما تُحكم من قِبَل دول مركزية، من جهة أخرى، معظم الدول المتقدمة والحرة تتمتع بأنظمة لامركزية، ولذلك نقترح نظاماً كهذا لسوريا، المعاناة والخسائر التي شهدتها البلاد منذ عام ٢٠١١ تُبرز الحاجة إلى التغيير، وبما أن سنوات الحكم المركزي قد أدت إلى الحرب والدمار، فلا بد الآن من إرساء نظام لامركزي في سوريا.
إن مطلب نظام لا مركزي ليس من أجل الكرد فقط، بل من أجل كل الشعوب في سوريا، بالرغم من أن البعض يفهم هذا المطلب على أنه مطلب الكرد بغية الانفصال بشكل خطأ، فإن الهدف هو بناء نظام ديمقراطي، يجب الاعتراف بلغة وثقافة الشعب الكردي ورفع الحظر، يجب أن يشعر الكرد بأنهم مكون أصيل في هذا البلد.
إن هدفنا في الذهاب إلى دمشق ليس فقط أن نعلن عن مطالبنا، في الوقت نفسه أن نشرح كيف تكون سوريا بعد الثورة، هذا المشروع هو الحل الأنسب ليس لحل القضية الكردية فحسب، بل من أجل حل قضايا العلويين والدروز والآشوريين وكافة المكونات المختلفة الأخرى، إن تاريخ الحضارة في سوريا على مدى آلاف السنين تدل على ان المجتمعات المختلفة تعيش معاً، علينا أن نظهر قوتنا السياسية والاجتماعية في العيش وفقاً لهذه الحقائق، ونبني معاً سوريا ديمقراطية.
أصداء المرأة
من زوايا العالم