لا تزال ردود الأفعال تتواصل بشأن القرارات الصادرة في ختام المؤتمر العام لحزب العمال الكردستاني، التي كان في مقدمتها حل الهيكل التنظيمي للحزب، وإنهاء كافة أنشطته المسلحة.
في هذا السياق، يقول محمد عامر الكاتب الصحفي المتخصص في العلاقات الدولية، لموقع "المبادرة"، إن خطوة حزب العمال الكردستاني، أمس، بحلّ نفسه تاريخية بكل المقاييس، داعياً النظام التركي إلى أن يتعامل معها بمسؤولية ويستثمرها كفرصة قد لا تتكرر لإنهاء ثنائية الصراع مع الكرد، التي أنهكت المنطقة لعقود.
وأضاف الكاتب الصحفي المصري أن هذه الخطوة تُعبّر عن استعداد حقيقي للسلام، وعلى أنقرة أن تقابلها بخطوات جدية تُنهي هذا الملف نهائياً، وتفتح صفحة جديدة من التعايش والاستقرار، الذي لن يكون مردوده ليس على الداخل التركي فقط، بل سيمتد إلى الإقليم ككل، لا سيما وأن ارتدادت الصراع مع الكرد داخل الأراضي التركية كان لها صداها داخل سوريا والعراق وإيران.
وجدد "عامر" التأكيد على أن هذه فرصة تاريخية، ويجب التعامل معها على أنه لا تتكرر لإنهاء واحدة من أعقد الأزمات الداخلية التي واجهتها تركيا في تاريخها الحديث، لافتاً إلى أن هذا الإعلان يمكن أن يكون بوابة لسلام شامل ومستدام، إذا توافرت الإرادة السياسية لدى الطرفين وجرى فتح قنوات حوار شفاف مباشر، يعترف بحقوق كافة المكونات ويضمن العدالة والمساواة للجميع.
وفي تحول غير مسبوق، أعلن حزب العمال الكردستاني ، أمس، قراره حل نفسه وإنهاء جميع أنشطته المسلحة، منهياً بذلك مسيرة صراع امتدت لعقود مع الدولة التركية، في إطار استجابة لدعوة أطقلها الزعيم الكردي عبدالله أوجلان من محبسه بإمرالي في فبراير الماضي.
