سلط موقع "ذا كرادل" الضوء على حالة الجدل التي فجرتها دعوة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية التي يستضيفها العراق في 17 مايو المقبل.
متورط في جرائم إرهاب
ويعود الجدل إلى أن "الشرع"، المتورط في جرائم إرهاب بالعراق، والمعروف أيضاً باسم أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، كان تابعاً لجماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وكلاهما منظمتان إرهابيتان، وقد ترك العراق عام 2011 لينتقل إلى القتال في سوريا.
وتثير عودته إلى العراق هذه المرة ليس كضيف شرف أجنبي زائر، بل كرئيس لسوريا، معارضة واسعة النطاق على مختلف الأصعدة السياسية والطائفية والقبلية.
رد برلماني
وفي هذا السياق، أوضح أمير الفايز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب العراقي، لصحيفة "ذا كرادل" أن دور العراق في دعوة الشرع ليس طوعياً، موضحاً أن الدعوة مُلزمة من قِبل جامعة الدول العربية.
وأضاف أنه يُتوقع من العراق الوفاء بواجباته كدولة مضيفة للقمة، بإرسال دعوات إلى جميع رؤساء الدول العربية، كما أن تأثير العراق نفسه على قرار دعوة الشرع محدود، إن وُجد.
وجاء قرار جامعة الدول العربية بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية عام 2023، بعد تعليق طويل لها منذ عام 2011، وتسببت دعوته لقمة بغداد في ردود فعل سلبية واسعة النطاق على الصعيد المحلي، حيث تساءل الكثيرون عن جدوى استضافة زعيم سُجن مرتين بتهم الإرهاب في العراق، وله صلات وثيقة بماضي البلاد العنيف.
ومن اللافت للنظر أن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تؤيد دعوة الشرع لحضور القمة في بغداد، حيث يُشير فايز إلى ذلك قائلاً: "كلجنة علاقات خارجية، نُقدّر هذا الموقف من جانب الحكومة، كونها مُكلفة بتوجيه الدعوات إلى جميع رؤساء الدول العربية دون استثناء".
رفض داخلي
لكن الأحزاب السياسية الشيعية البارزة، والجماعات المؤثرة مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ، أبدت معارضتها الشديدة لزيارة الشرع، حيث أوضح قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق وأحد الداعمين الأوائل لرئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني، موقفه على مواقع التواصل الاجتماعي، محذراً من العواقب المحتملة لدخول الشرع العراق.
وأشار الخزعلي إلى مذكرة توقيف صدرت بحق الشرع، مؤكداً أن وجوده غير قانوني بموجب القانون العراقي.
وبالنسبة لهذه الفصائل، فإن الشرع ليس مجرد زعيم أجنبي، بل شخصية مرتبطة بالعنف وعدم الاستقرار والإرهاب والقتل في العراق، مما يجعل زيارته غير مقبولة.
وفي 16 أبريل دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رسمياً للمشاركة في القمة العربية المقبلة في بغداد.
من زوايا العالم
فضاءات الفكر
أصداء المرأة