بث تجريبي

حفل تخرج في قلب الدمار.. أطباء غزة يحتفلون وسط حطام مستشفى الشفاء

نظّمت وزارة الصحة في قطاع غزة حفل تخريج للأطباء الحاصلين على البورد الفلسطيني في ساحة مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، في رسالة تحدٍ وصمود، رغم أن المجمع كان من أكثر المرافق الصحية تعرضًا للاقتحام والإخلاء خلال الحرب. ويأتي هذا الحدث في مكان شهد اعتقال مديره وإجبار طواقمه الطبية على مغادرته في فترات سابقة، ليؤكد إصرار القطاع الصحي على مواصلة رسالته رغم الاستهداف.

 

انتهاكات متواصلة بحق مجمع الشفاء

 

وخلال الحرب، تعرّض مجمع الشفاء الطبي، أكبر مؤسسة صحية في قطاع غزة، لسلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية، شملت الحصار والاقتحام المتكرر وفرض قيود صارمة على الحركة داخله. وأدى ذلك إلى شلل كبير في العمل الطبي، ومنع وصول الإمدادات والوقود، ما انعكس بشكل مباشر على المرضى والجرحى، لا سيما الحالات الحرجة والأطفال وحديثي الولادة المعتمدين على الأجهزة الطبية.

 

تدمير البنية التحتية والضغط على الطواقم

 

كما استُهدفت البنية التحتية للمجمع، حيث تضررت مبانٍ وأقسام أساسية، وتعرضت شبكات الكهرباء والمياه للتدمير أو الانقطاع، ما تسبب في خروج أجزاء واسعة من المجمع عن الخدمة. واضطرت الطواقم الطبية للعمل في ظروف قاسية، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، وعدم القدرة على إجراء العديد من العمليات الجراحية الضرورية.

 

اعتقالات وإخلاء قسري

 

ووثّقت منظمات حقوقية انتهاكات بحق الكوادر الطبية والمرضى داخل المجمع، شملت اعتقال واستجواب عدد من العاملين الصحيين، إلى جانب الإخلاء القسري لمرضى ونازحين لجأوا إلى المستشفى طلبًا للأمان. واعتُبرت هذه الممارسات خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني الذي يضمن حماية المرافق الصحية والعاملين فيها أثناء النزاعات.

 

تضحيات جسيمة للقطاع الطبي

 

وقدّم القطاع الطبي في غزة تضحيات كبيرة منذ اندلاع الحرب، إذ استشهد أكثر من 500 من الكوادر الصحية من أطباء وممرضين ومسعفين، وفق تقارير أممية وحقوقية حتى عام 2024. واستشهد هؤلاء أثناء تأدية واجبهم الإنساني داخل المستشفيات أو خلال محاولاتهم إسعاف الجرحى في الميدان، في ظل مخاطر جسيمة ونقص شديد في وسائل الحماية.

 

إصابات واسعة وانهيار المنظومة الصحية

 

إلى جانب الشهداء، أُصيب أكثر من 1,000 من العاملين في القطاع الصحي بجروح متفاوتة، بعضها خلّف إعاقات دائمة، كما تعرّض عدد كبير منهم للاعتقال أو الاحتجاز أثناء عملهم. وفي الوقت ذاته، تضرر أو خرج عن الخدمة أكثر من 60% من المرافق الصحية بين مستشفيات ومراكز إسعاف وعيادات، ما فاقم معاناة المرضى والجرحى، وجعل تضحيات الكوادر الطبية رمزًا للصمود في واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية المعاصرة.

قد يهمك