بث تجريبي

2025.. عام الانكسارات الكبرى: عشر محطات أعادت تشكيل النظام العالمي

مع أفول شمس عام 2025، يغادر العام تاركًا خلفه مشهدًا دوليًا مثقلًا بالأزمات والتحولات العميقة. فلم يكن مجرد امتداد لتوترات 2024، بل شكّل نقطة انعطاف تاريخية اتسمت بتراجع غير مسبوق في التعاون الدولي، وتصاعد واضح في منطق القوة، ما جعل ملامح النظام العالمي الذي قادته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تتآكل على نحو غير مسبوق.

وفيما يلي أبرز عشر محطات رسمت ملامح المشهد الدولي خلال عام 2025:

1- ترامب يقلب الموازين

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسم دور واشنطن عالميًا منذ عودته إلى السلطة، من خلال الانسحاب مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وفرض تعريفات جمركية واسعة حتى على الحلفاء، في ما اعتبره محللون إعلانًا فعليًا لانتهاء عصر «السلام الأمريكي» (Pax Americana).

2- «سلاح المعادن» وبزوغ القوة الصينية

فرضت الصين نفوذها الجيوسياسي باستخدام «سلاح المعادن الأرضية النادرة»، حين قيّدت صادراتها الحيوية للصناعات العسكرية والتكنولوجية، ما أجبر واشنطن على التراجع في ملفات اقتصادية عدة، لترجّح الكفة لصالح بكين في هذا الفصل من الصراع الاستراتيجي بين القوتين.

3- حرب الـ12 يومًا والمنشآت النووية الإيرانية

شهد يونيو تصعيدًا خطيرًا بعد تنفيذ إسرائيل، بدعم أمريكي، عمليتي «الأسد الثائر» و«مطرقة منتصف الليل» ضد منشآت نووية إيرانية. ورغم اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، ظل مصير مخزون اليورانيوم الإيراني غامضًا، مع استمرار التوتر الإقليمي.

4- تعثر المسارات في أوكرانيا

دخلت الحرب الأوكرانية عامها الرابع دون حسم. ورغم تنفيذ كييف «عملية شبكة العنكبوت» باستخدام المسيّرات داخل العمق الروسي، استعادت موسكو السيطرة على كورسك. ومع ضغوط ترامب لخفض الدعم، تصدّر الاتحاد الأوروبي المشهد عبر قرض قيمته 105 مليارات دولار لدعم كييف.

5- خطة «سلام غزة».. بين التهدئة والواقع

بوساطة أمريكية مصرية قطرية تركية، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر، وأقر مجلس الأمن خطة سلام من ثلاث مراحل، لكن «السلام الدائم» بقي بعيد المنال في ظل استمرار العمليات المتقطعة وغياب القوات الدولية المقترحة.

6- السودان.. مأساة إنسانية خارج السيطرة

واصل السودان الغرق في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، مع نحو 400 ألف قتيل وأكثر من 12 مليون نازح. وبين سيطرة الجيش على الشرق والشمال، وسيطرة قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من دارفور، يلوح خطر التقسيم الفعلي للبلاد.

7- سباق الذكاء الاصطناعي ودخول لاعبين جدد

برز عام 2025 كمحطة مفصلية في الصراع التكنولوجي مع ظهور نماذج صينية متطورة مثل «DeepSeek»، ما أعاد إشعال «حرب الرقائق» بين واشنطن وبكين، وسط قلق عالمي من تداعيات الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد وسوق العمل.

8- صراع الجارين.. الهند وباكستان على الحافة

عادت كشمير لتُوصَف بـ«أخطر مكان في العالم» بعد هجوم «باهالجام». وشهد مايو اشتباكات جوية وقصفًا متبادلًا هو الأعنف منذ عقود، فيما يهدد قرار الهند تعليق معاهدة مياه السند بأزمة وجودية للزراعة في باكستان.

9- البابا ليو الرابع عشر.. لحظة تاريخية للفاتيكان

في مايو، انتخب المجمع المقدس الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست بابا جديدًا خلفًا للراحل فرنسيس، متخذًا اسم «ليو الرابع عشر»، في حدث غير مسبوق بتاريخ الكنيسة الكاثوليكية.

10- نزاع «المعبد» بين كمبوديا وتايلاند

اندلع نزاع حدودي مفاجئ في يوليو حول معبد أثري متنازع عليه. ورغم جهود الوساطة خلال قمة «آسيان»، فإن التفجيرات والغارات الجوية في ديسمبر أعادت شبح الحرب الشاملة إلى جنوب شرق آسيا.

ويبقى السؤال مع اقتراب عام 2026: هل تنجح الدبلوماسية الدولية في ترميم ما تصدّع خلال 2025، أم أن العالم يتجه إلى مزيد من التشظي والصراعات المفتوحة؟

قد يهمك