بث تجريبي

الإكوادور تودع رئيسها الأسبق رودريجو بورخا

غيّب الموت، رجل الدولة والحقوقي والمفكر البارز رودريجو بورخا سيفالوس، الرئيس الأسبق لجمهورية الإكوادور، عن عمر ناهز 90 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً سياسياً وفكرياً صاغ ملامح الديمقراطية الحديثة في بلاده وفي أمريكا اللاتينية.

 

مسيرة حافلة: من أروقة الجامعة إلى سدة الحكم

 

وُلد بورخا في العاصمة كيتو عام 1935، وبرز كواحد من أهم المنظرين السياسيين في القارة. وتلخصت مسيرته في محطات تاريخية أسس حزب "اليسار الديمقراطي" (Izquierda Democrática)، الذي أصبح في عهده أقوى تيار للاشتراكية الديمقراطية في المنطقة.

 

تولى مقاليد الحكم بين عامي 1988 و1992، وهي الفترة التي وُصفت بالاستقرار المؤسسي والإصلاحات الاجتماعية، ويُنسب إليه الفضل في تحويل قطاع النفط إلى صناعة وطنية كبرى، وتأسيس شركة "بتروإكوادور" لتعزيز السيادة على الموارد الطبيعية.

 

"موسوعة السياسة": الإرث الأكاديمي

 

لم يكن بورخا مجرد سياسي، بل كان أكاديمياً مرموقاً. تُعد مؤلفاته، وعلى رأسها "موسوعة السياسة"، مرجعاً لا غنى عنه للباحثين حول العالم. وتقديراً لعلمه، منحته أعرق الجامعات درجة الدكتوراه الفخرية، ومنها جامعة "السوربون" في باريس، وجامعة "بوينس آيرس" في الأرجنتين.

 

نعي رسمي وشعبي: "نزاهة لا تلين"

 

أثار نبأ الوفاة موجة من الحزن والتقدير في الأوساط السياسية، حيث نعى الرئيس الحالي دانيال نوبوا  الفقيد قائلاً: "ستبقى ذكرى رودريغو بورخا خالدة في قلب الإكوادور، والبلاد اليوم تُكرم إرثه العظيم".

 

وصفه الرئيس الأسبق غييرمو لاسو بأنه "رجل نزيه، ديمقراطي متسق، ورجل دولة شرف الخدمة العامة ومؤسسات الدولة"، كما ودّع  حزب اليسار الديمقراطي: قائده التاريخي ببيان جاء فيه: "لقد رحل العقل المدبر للاشتراكية الديمقراطية.. رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

 

ملامح من شخصيته

 

يستذكره تلاميذه، ومنهم كُتاب الأعمدة المرموقين، كأستاذ بارع في القانون الدستوري، تميز بقدرته على إدارة الموجات المحافظة في بلاده بحكمة، وحماية حقوق المواطنين دون الانجرار وراء الشعارات الجوفاء، ورحل بورخا في وقت تفتقد فيه الساحة السياسية، حسب رثاء المقربين منه، إلى "الأخلاقيات السياسية الرفيعة" التي كان يمثلها.

قد يهمك