بث تجريبي

واشنطن تشدد الخناق على مادورو: تصعيد عسكري وضغوط اقتصادية وبيلاروسيا تلوّح بلجوء سياسي

وضعت الولايات المتحدة نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمام هامش مناورة ضيق، في ظل تحركات عسكرية وضغوط اقتصادية متصاعدة تهدد ركائز الدولة، ما يشير إلى مرحلة جديدة من التوتر بين واشنطن وكاراكاس.

وفي هذا السياق، برزت بيلاروسيا كوجهة محتملة للجوء السياسي، إذ أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده مستعدة لاستقبال مادورو إذا غادر منصبه. وأكد لوكاشينكو، في مقابلة مع منظمة «نيوزماكس»، أن العلاقات بين مينسك وكاراكاس طويلة الأمد، موضحًا أنه لم تجرِ أي مناقشات رسمية حتى الآن، لكن الترحيب يظل قائمًا، وفق ما نقلته قناة «بول بيرفوجو» التابعة لإدارة الرئاسة البيلاروسية.

ميدانيًا، تشهد منطقة جنوب البحر الكاريبي حشدًا عسكريًا أمريكيًا لافتًا، بالتوازي مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن احتمال تنفيذ عمليات برية أو توجيه ضربات داخل فنزويلا. وتهدف هذه التحركات، بحسب تقارير إعلامية أمريكية، إلى زيادة الضغط عبر استهداف سفن يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات، في ما قد يفضي إلى فرض حصار بحري فعلي أو توفير منصة لعمل عسكري أوسع، بينما وصفت الحكومة الفنزويلية مصادرة ناقلات النفط بأنها «قرصنة».

اقتصاديًا، أفاد مسؤولون لموقع «أكسيوس» ببدء مرحلة جديدة من الضغوط تشمل الاستيلاء على ناقلات نفط خاضعة للعقوبات. كما ذكرت وكالة «رويترز» أن واشنطن فرضت عقوبات جديدة استهدفت ثلاثة من أبناء شقيقة زوجة مادورو، إلى جانب ست ناقلات نفط وشركات شحن مرتبطة بهم. وتشير البيانات إلى تراجع الواردات النفطية إلى ما بين 130 و150 ألف برميل يوميًا، بينما تتجه غالبية الصادرات إلى آسيا، ولا سيما الصين، عبر وسطاء، وفق شركة «كيبلر».

ويرى خبراء أن خيارات الرد لدى نظام مادورو محدودة؛ إذ إن أي استهداف لشركة «شيفرون» الأمريكية العاملة بتراخيص خاصة قد يضر بكاراكاس أكثر من واشنطن، نظرًا لترتيبات تقاسم الإنتاج. وأكد متحدث باسم الشركة التزام عملياتها بالقوانين وأطر العقوبات، بينما أشار محللون إلى أن وقف رحلات الترحيل سيقوّض رواية الحكومة حول دوافع هجرة الفنزويليين.

عسكريًا، يشكك محللون في جدوى التصعيد البحري من جانب فنزويلا، رغم امتلاكها زوارق هجومية إيرانية الصنع، معتبرين أن ضعف الصيانة يحد من قدرتها على مواجهة القوات الأمريكية. دبلوماسيًا، لم تحقق تحركات كاراكاس القانونية نتائج تُذكر، كما يُرجّح أن يقتصر دعم حلفائها في روسيا والصين وإيران على بيانات انتقاد، دون خطوات عملية تتجاوز ذلك.

قد يهمك