شهد السودان خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا مقلقًا في حالات الإصابة بالملاريا، بعد أن تجاوزت معظم الولايات العتبة الوبائية عقب فترة من الانحسار النسبي، وفق ما أعلنه الاجتماع رقم 120 لمركز عمليات الطوارئ الاتحادي بوزارة الصحة السودانية.
وانعقد الاجتماع برئاسة نائب مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة، الدكتور الفاضل، وبمشاركة مسؤولي الإدارات الصحية وممثلي المنظمات الدولية والجهات المعنية، حضورًا وعن بُعد، حيث جرى استعراض التقارير الدورية للوضع الصحي في الولايات.
وأفادت التقارير باستمرار تدفق النازحين من ولايتي شمال كردفان وشمال دارفور، مع التحسب لاحتمال تسجيل حالات كوليرا، إلى جانب رصد إصابات بالتهاب الكبد الوبائي في ولاية نهر النيل. وعلى إثر ذلك، أعلنت وزارة الصحة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، إرسال فريق مشترك إلى ولاية الجزيرة نهاية الأسبوع الجاري لتنفيذ خطة استجابة طارئة.
كما تقرر تدشين حملة للاستجابة لوباء الحصبة في ولاية الخرطوم خلال الفترة من 22 إلى 27 ديسمبر الجاري، تستهدف التجمعات السكانية والمناطق الأكثر عرضة للأوبئة.
وناقش الاجتماع أوضاع معسكرات النازحين والتحديات المرتبطة بتوفير خدمات الصحة النفسية والإصحاح والمراحيض والكوادر الصحية المؤهلة. وأشارت التقارير إلى انحسار نسبي في وبائي الكوليرا وحمى الضنك، مقابل عودة ارتفاع حالات الملاريا في معظم الولايات، بما يعكس تذبذب الوضع الوبائي وتفاوت مستويات الاستجابة الصحية.
وفي ما يخص الإمداد الدوائي، استعرض الصندوق القومي للإمدادات الطبية تقرير المخزون الدوائي، فيما أكد تقرير المعامل جاهزية معامل الصحة العامة في ست ولايات لتشخيص الأمراض الوبائية، ما يعزز قدرات الرصد والتدخل المبكر.
وأجمع المشاركون على ضرورة الإسراع في تنفيذ الخطة القومية لمكافحة التهاب الكبد الوبائي، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بين النساء الحوامل، وارتباط بعض أنواعه بنقص خدمات المياه النظيفة وضعف خدمات صحة البيئة، ما يستدعي استجابة عاجلة لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.