فرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عقوبات على أربعة أفراد وأربع شركات بتهمة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال وتدريب جماعة شبه عسكرية في السودان، تتهمها واشنطن بارتكاب إبادة جماعية.
وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أن الشبكة تتألف في الغالب من مواطنين وشركات كولومبية، وفق ما ذكرت صحيفة ذا جارديان.
ومن بين المستهدفين، ألفارو أندريس كيخانو بيسيرا، ضابط عسكري كولومبي متقاعد يحمل الجنسية الكولومبية والإيطالية، المتهم بدور رئيسي في تجنيد وإرسال جنود كولومبيين سابقين إلى السودان، إلى جانب زوجته كلوديا فيفيانا أوليفيروس فوريرو. كما شملت العقوبات ماتيو أندريس دوكي بوتيرو، مواطن كولومبي-إسباني، الذي أدار شركة متهمة بتحويل الأموال ورواتب الشبكة التي وظفت المقاتلين الكولومبيين، حيث شملت التحويلات ملايين الدولارات في عامي 2024 و2025.
وأدرجت أيضًا مونيكا مونوز أوكروس، صاحبة شركة متورطة في تحويلات مالية مرتبطة بشبكة دوكي، فيما دعت وزارة الخزانة الجهات الخارجية إلى وقف الدعم المالي والعسكري للأطراف المتحاربة.
وصفت إليزابيث ديكنسون، كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، العقوبات بأنها «علامة فارقة بالغة الأهمية»، مؤكدة أن كشف هوية المتعاقدين هو الطريق الصحيح. وأوضحت أن كولومبيا صادقت مؤخرًا على اتفاقية دولية لمناهضة تجنيد المرتزقة، في محاولة للحد من عقود التدخل الكولومبي في صراعات أجنبية.
وقد ظهر تورط الكولومبيين لأول مرة في السودان العام الماضي، عندما كشف تحقيق لصحيفة لا سيلا فاسيا عن التعاقد مع أكثر من 300 جندي سابق، ما دفع وزارة الخارجية الكولومبية لتقديم اعتذار غير مسبوق. ويُعرف الجنود الكولومبيون السابقون بخبرتهم العالية في ساحات المعارك، ومعرفتهم بمعدات الناتو، وتدريبهم القتالي المتقدم.
ووفق تقارير، قام بعض المرتزقة بتدريب أطفال في السودان، وشاركوا في حصار مدينة الفاشر، وعلّموا المقاتلين قيادة الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى القتال المباشر على خطوط المواجهة، فيما وُصفت هذه التدريبات بأنها «فظيعة ومجنونة، لكنها جزء من الحرب».