بث تجريبي

تصعيد عسكري أمريكي قرب فنزويلا… ومحللون يرجّحون أن النفط وراء التوتر مع كاراكاس

تتصاعد المخاوف في فنزويلا من استعداد الولايات المتحدة لخوض مواجهة عسكرية، وهي احتمالات ربطها الرئيس نيكولاس مادورو برغبة واشنطن في السيطرة على الاحتياطيات النفطية الضخمة لبلاده. وفي المقابل، نفت وزارة الخارجية الأمريكية أن يكون النفط سببًا لإرسال أكثر من 12 سفينة حربية و15 ألف جندي إلى المنطقة، أو خلف تحذيرات الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن ضربات برية محتملة ومنع الطائرات من دخول المجال الجوي الفنزويلي.

وتقول إدارة ترامب إن تحركاتها العسكرية تهدف إلى وقف الهجرة غير النظامية ومنع تهريب المخدرات من فنزويلا، فيما يرى مراقبون أن السيطرة على النفط تبقى الدافع الرئيسي لهذا التصعيد. وأشارت شبكة سي إن إن إلى أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، يبلغ 303 مليارات برميل، أي ما يمثل نحو خُمس الاحتياطي العالمي.

ولفتت الشبكة إلى رسالة مادورو التي قال فيها إن واشنطن تريد الاستحواذ على موارد بلاده النفطية، بينما أكد الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو للشبكة ذاتها أن "النفط هو جوهر المسألة"، معتبرًا أن سياسة ترامب تقوم على هذا الأساس.

ورغم امتلاك فنزويلا هذه الثروة الهائلة، فإن إنتاجها لا يتجاوز مليون برميل يوميًا، وهو أقل من نصف إنتاجها عند وصول مادورو إلى السلطة عام 2013، وأدنى بكثير من مستويات ما قبل عام 1999. ويعزو خبراء هذا التراجع إلى العقوبات الدولية والأزمة الاقتصادية ونقص الاستثمارات، إضافة إلى الطبيعة المعقدة للنفط الفنزويلي الثقيل والحامض، الذي يتطلب معدات وتقنيات خاصة لإنتاجه وتكريره.

ومنذ عام 2005 فرضت واشنطن سلسلة من العقوبات على قطاع النفط الفنزويلي، وبلغت ذروتها عام 2019 عندما أوقفت إدارة ترامب عمليًا جميع صادرات النفط إلى الولايات المتحدة من شركة "بتروليوس دي فنزويلا". أما في عام 2022، فقد منح الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن شركة "شيفرون" تصريحًا محدودًا للعمل في فنزويلا، قبل أن يعيد ترامب تقييده لاحقًا بشروط تمنع وصول العائدات لحكومة مادورو.

ورغم أن الولايات المتحدة تُعد أكبر منتج للنفط في العالم، فإنها لا تزال بحاجة إلى استيراد النفط الثقيل الذي تعتمد عليه لتشغيل عدد كبير من مصافيها. وتستورد واشنطن يوميًا نحو 102 ألف برميل من فنزويلا، وهو رقم متواضع مقارنة بالصادرات القادمة من السعودية أو كندا، لكنه يظل مهمًا في ظل شح الإمدادات العالمية.

ويشير خبراء إلى أن العديد من المصافي الأمريكية بُنيت خصيصًا لمعالجة النفط الفنزويلي الثقيل، ما يجعلها أكثر كفاءة عند استخدامه مقارنة بالنفط الأمريكي الخفيف. ويرى محللون أن هذا العامل الاقتصادي، إلى جانب الأهمية الجيوسياسية للنفط الفنزويلي، يجعل من ملف الطاقة عنصرًا محوريًا في التوتر المستمر بين واشنطن وكاراكاس.

قد يهمك