أعلن جهاز الأمن في هونغ كونغ، اليوم الجمعة، أن الحريق الهائل في مجمع وانغ فوك السكني بمنطقة تاي بو أسفر عن مقتل 128 شخصًا على الأقل، بعد انتهاء جهود الإنقاذ، مقارنةً بالحصيلة السابقة البالغة 94 قتيلاً، ويشارك في مكافحة الحريق أكثر من 1200 رجل إطفاء ومسعف، وسط صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة الوصول إلى الطوابق العليا.
اندلع الحريق يوم الأربعاء في المجمع المكون من ثمانية أبراج، يبلغ ارتفاع كل منها 31 طابقًا ويضم 1984 شقة، ويجري فيه أعمال تجديد واسعة. وقد التهمت النيران أربعة مبانٍ بالكامل، فيما تمت السيطرة على ثلاثة أخرى، وبقي مبنى واحد بعيدًا عن الحريق.
وأشار نائب قائد شرطة هونغ كونغ، إريك تشانغ، إلى أن استخدام السقالات المعدنية بدل الخيزران أصبح ضرورة، بعد الاشتباه بأن الأخيرة ساهمت في سرعة انتشار النيران.
من بين الضحايا رجل إطفاء يبلغ من العمر 37 عامًا، كما لقي عاملان منزليان من إندونيسيا مصرعهما، وفق القنصلية الإندونيسية، في حادثة تعكس صعوبة عمليات الإنقاذ في الأبراج المكتظة.
تشهد هونغ كونغ تحقيقات موسعة لتحديد أسباب الحريق، بما في ذلك إمكانية وجود مخالفات أو فساد في مشروع التجديد، وفق لجنة هونغ كونغ المستقلة لمكافحة الفساد، التي شكلت فريق عمل للتحقيق الشامل. وتعكس الكارثة التحديات الكبيرة التي تواجه المدن المكتظة بالسكان، حيث تعقد الكثافة السكانية العالية في منطقة تاي بو من عمليات الإخلاء والإنقاذ.
يعد هذا الحريق الأسوأ في هونغ كونغ منذ عام 1948، عندما أسفر انفجار أعقبه حريق عن مقتل 135 شخصًا. وتثير الكارثة الحالية تساؤلات حول معايير السلامة في الأبراج السكنية أثناء أعمال التجديد، وتضع السلطات أمام مسؤولية عاجلة لتعزيز إجراءات الحماية ومنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
