ارتفعت حصيلة حريق هونغ كونغ المروع الذي اندلع في مجمع وانغ فوك كورت السكني بمنطقة تاي بو إلى 44 قتيلاً، بينما لا يزال أكثر من 200 شخص في عداد المفقودين، في واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها المدينة خلال السنوات الأخيرة.
وأكدت السلطات أن ضحايا الحريق بلغ عددهم 44 قتيلاً إضافة إلى 45 مصاباً، منهم سبعة في حالة حرجة، وسط مخاوف جدية من ارتفاع الأعداد مع توسيع نطاق عمليات البحث.
وأعلنت شرطة هونغ كونغ توقيف ثلاثة رجال للاشتباه في تورطهم في القتل غير العمد المرتبط بـ حريق وانغ فوك كورت، في تطور لافت ضمن مسار التحقيقات الجارية.
وأوضحت الشرطة أن فريقاً متخصصاً يجمع الأدلة والشهادات من موقع الكارثة، على أن يتم الكشف عن التفاصيل بشكل أوسع خلال مؤتمر صحفي مقرر خلال الساعات المقبلة، وتعكس هذه الخطوة حجم الغموض والتساؤلات المحيطة بأسباب كارثة هونغ كونغ الجديدة.
واضطر أكثر من 700 شخص من قاطني مجمع وانغ فوك كورت إلى مغادرة منازلهم ليلاً إثر انتشار النيران والدخان بكثافة، ليتم نقلهم إلى مراكز طوارئ تحولت إلى ملاجئ مؤقتة، وشُوهدت عائلات كاملة تنام على حصائر أرضية وسط نقص في الاحتياجات الأساسية، بينما بذل المتطوعون جهوداً كبيرة في توزيع الطعام والمياه وتقديم المساعدات.
واجهت فرق الإطفاء والإنقاذ صعوبات كبيرة خلال عمليات الإخلاء، خاصة أن المجمع يضم نحو 4 آلاف شخص، ويُشكل كبار السن 36% من سكانه، وقد أعاقت كثافة الدخان، وفوضى الليل، وتعقيد المباني عمليات إنقاذ السكان، ما فاقم خطورة الوضع وأدى إلى بطء كبير في إخراج المحاصرين.
ووصف رئيس هونغ كونغ جون لي حريق هونغ كونغ بأنه "كارثة كبرى"، مؤكداً أن الحكومة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أي جهة يثبت تقصيرها في معايير السلامة، سواء خلال أعمال الترميم أو صيانة أنظمة الوقاية في الأبراج السكنية. وجددت السلطات التزامها بالتحقيق الكامل في الحادث والكشف عن أسباب كارثة وانغ فوك كورت.