وجّه الزعيم عبدالله أوجلان رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف الخامس والعشرين من نوفمبر، شدد فيها على أن “تحرير المرأة هو الأساس لأي ثورة اجتماعية حقيقية”، مؤكدًا أن العنف ضد النساء يمثل امتدادًا لهجوم تاريخي قديم ما زالت آثاره مستمرة حتى اليوم.
وقال أوجلان إن “المجتمع ليس بنية طبقية واحدة، بل ساحة معركة متعددة الطبقات قائمة على النوع الاجتماعي”، معتبرًا أن أول مشكلة واجهتها البشرية كانت الثورة المضادة التي بدأت باستعباد المرأة. وأوضح أن العنف المنزلي، وقتل النساء، والقمع الأبوي الراهن، ليست سوى استمرار لهذا الهجوم الذي ترسخ عبر التاريخ من خلال الكهنة والملوك والأنظمة السلطوية التي فرضت الهيمنة الذكورية على المجتمع.
وأشار في رسالته إلى أن المرأة في العصر الحديث أصبحت “المادة الخام الأكثر قيمة في الرأسمالية”، حيث يُباع جسدها وتُستغل شخصيتها، بينما تعيش تحت وطأة “خنجر العبودية المغروس في ظهرها بفعل الذهنية الأبوية”. وأضاف أن الحضارة الذكورية المرتبطة بالدولة سلبت المرأة لغتها وإنتاجها وجسدها، ثم مجتمعها بأكمله، مؤكدًا أنه دون فهم هذه الحقيقة لا يمكن اتخاذ أي خطوة نحو الحرية.
وأكد أوجلان أن العبودية المفروضة على النساء تفوق ما يمكن تصوره، مستشهدًا بجرائم القتل والعنف والتمييز والاستغلال، ومشيرًا إلى أن العديد من الرموز الاجتماعية التي توارثتها النساء عبر التاريخ تحمل دلالات عميقة على العبودية. وشدد على أن الحداثة الرأسمالية عمّقت هذه العبودية وحوّلت المرأة إلى سلعة وزينة في السوق.
واعتبر أن أي مشروع تحرري لن يصبح ثورة حقيقية ما لم يتخذ حرية المرأة أساسًا له، مشيرًا إلى أن تنظيم وفهم أعمق لطبيعة الهيمنة الذكورية ضروريان لتحقيق التغيير. وختم رسالته بالقول إن الأنوثة أمر صعب والتحرر ليس سهلاً، “لكن على المرأة أن تتحلى بالشجاعة وتبادر إلى نزع خنجر الهيمنة الذكورية وبناء حياة حرة وديمقراطية”.