بث تجريبي

أوجلان: تحرير المجتمع يبدأ بتحرير المرأة… والهيمنة الذكورية جوهر الأزمة الإنسانية

مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني، تعود النقاشات حول وضع المرأة والعنف الممنهج ضدها إلى الواجهة،  وفي هذا السياق، يطرح عبدالله أوجلان في الفصل الخامس من مانيفستو الحضارة الديمقراطية رؤية تحليلية تعتبر تحرير المرأة الأساس في أي محاولة لتحرير المجتمع وبناء منظومة اجتماعية أكثر عدالة.

وتبرز هذه الرؤية في ظل تصاعد العنف ضد المرأة عالميًا، واستمرار أنماط الهيمنة ضمن أنظمة الدولة – الأمة التي كرّست السلطة الذكورية تاريخيًا.

المرأة أساس الحياة ومعيار حرية المجتمع

يرى أوجلان أن المرأة هي ركيزة الحياة ومصدر معناها، وأن تهميشها أو إقصاءها يشكل ضربة جوهرية لأي مشروع اجتماعي أو سياسي.

ويؤكد أن تحرير المرأة معيار تُقاس به درجة الحرية في المجتمع، وأن المجتمعات التي تستبعد النساء تفقد جوهرها الأخلاقي وقدرتها على البقاء، وتشير أطروحته إلى أن جزءًا كبيرًا من العنف ضد المرأة ناتج عن قصور الوعي والعلاقات المختلة التي رسختها السلطة الذكورية جيلاً بعد جيل.

السلطة الذكورية ومنطق الدولة – الأمة

يوضح أوجلان أن الخلل البنيوي في المجتمعات الإنسانية مرتبط بتحول السلطة إلى منظومة شمولية عبر نموذج الدولة – الأمة، وهو نموذج رسّخ الهيمنة الذكورية وكرّس دور المرأة في موقع التبعية، ويؤكد أن هذا التحول أدى إلى تشويه العلاقات الاجتماعية، وجعل المرأة محور الأزمة الأخلاقية التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة.

مؤشرات الأزمة الإنسانية نتيجة الهيمنة الذكورية

يعدد أوجلان مجموعة من المؤشرات التي تكشف حجم التدهور الاجتماعي، أبرزها، الانفجار السكاني وما يسببه من استنزاف الموارد والبيئة، العسكرة المفرطة واتساع العنف السلطوي داخل المجتمع وخارجه، واختزال المرأة في الوظيفة الجنسية وحرمانها من دورها المعنوي والأخلاقي، والاستغلال الاقتصادي للمرأة وتحويلها سلعة استهلاكية أو قوة عمل رخيصة، الإبادة الثقافية عبر حصر المرأة في العمل المنزلي وتهميشها معرفيًا وأخلاقيًا.

ويشير إلى أن المجتمع الذي تُسجن فيه المرأة داخل حياة بلا معنى يتحول إلى مجتمع مريض فاقد للقيمة والشرعية.

الحرية المشتركة شرط لإنهاء العنف ضد المرأة

يشدد أوجلان على أن تجاوز هذه الأزمات يتطلب رؤية جذرية للحياة المشتركة بين الرجل والمرأة، مشيراً إلى أن حرية المرأة وامتلاكها للإرادة الذاتية أساس لبناء شراكة متكافئة، ويؤكد أن الأخلاق التي فرضتها السلطة الذكورية ليست سوى أدوات للهيمنة، وأن تفكيكها خطوة ضرورية لاستعادة القيم الإنسانية.

ويخلص أوجلان إلى أن تحرير المرأة هو الطريق الوحيد لتحرير المجتمع، وأن إدراك الرجال والنساء معًا لمكانة المرأة هو بداية بناء مجتمع حر وعادل.

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يهمك