افتتحت مجموعة العشرين أعمال قمتها، اليوم السبت، في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، في أول انعقاد للمجموعة على الأراضي الإفريقية. وأكد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، في كلمته الافتتاحية، أن “التعددية” و”التعاون والشراكات” يمثلان المدخل الأساسي لمواجهة التحديات العالمية، مشددًا على حرص بلاده على إدراج أولويات “الجنوب العالمي” والقارة الإفريقية ضمن جدول أعمال القمة.
وقال رامافوزا إن مواجهة التهديدات الحالية “لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال التعاون والشراكات”، معتبرًا أن التوصل إلى إعلان مشترك بين القادة سيشكل “دليلًا واضحًا على قدرة التعددية على تحقيق نتائج ملموسة”.
غياب أمريكي وضغوط سياسية
تُعقد القمة في غياب الولايات المتحدة بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقاطعتها، متهمًا جنوب إفريقيا باتباع سياسات “عنصرية مناهضة للبيض”. وتعارض إدارة ترامب منذ مطلع العام أجندة جوهانسبرج التي تركز على قضايا المناخ، وتخفيف أعباء الديون عن الدول النامية، ودعم التحول نحو الطاقة الخضراء.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه لغياب ترامب، لكنه شدد على أن هذا الغياب “لا ينبغي أن يعرقل عمل القمة”.
وتسعى جنوب إفريقيا لدفع القادة نحو إقرار دعم أكبر للدول الفقيرة في مواجهة الكوارث المناخية، وفي جهودها للتحول الطاقي واستغلال مواردها المعدنية.
معركة الإعلان المشترك
وتبذل جنوب إفريقيا جهودًا للحفاظ على وحدة المجموعة وإصدار إعلان ختامي، رغم الضغوط الأمريكية لمنع صدوره أو تخفيف مضمونه. وقال رامافوزا ردًا على ذلك: “لن نسمح بالتنمر علينا”، مؤكدًا مجددًا أن الاتفاق على إعلان مشترك سيكون “إشارة مهمة على فاعلية التعددية”.
وتضم مجموعة العشرين 21 عضوًا، بينهم 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وتمثل نحو 85% من الاقتصاد العالمي. ويُعد العمل بالإجماع أحد أبرز التحديات، نظرًا لتباين مصالح الدول الأعضاء.
من جانبه، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الدول الغنية كثيرًا ما تتردد في تقديم تنازلات ضرورية للتوصل إلى اتفاقات مؤثرة بشأن المناخ أو إصلاح النظام المالي العالمي.
وتختتم القمة غدًا الأحد، على أن تتسلم الولايات المتحدة رئاسة المجموعة من جنوب إفريقيا، وسط انتقادات من إدارة ترامب للتركيز المتزايد على قضايا المناخ.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم