ما الذي يطلبه حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية من القائد أوجلان؟
وما هي تداعيات إرسال وفد إليه؟
بعد تهديدات دولت باهتشلي، أصدر رجب طيب أردوغان تعليماته إلى البرلمان التركي ولجنة المصالحة لإرسال وفد إلى القائد عبدالله أوجلان. ورغم اعتراض أقلية داخل البرلمان، فإنّ الأغلبية وافقت على زيارة القائد أوجلان في إمرالي. وقد رفض حزب الشعب الجمهوري المشاركة في الاجتماع لأسباب متعددة، لكنه ارتكب أيضاً خطأً كبيراً لا مجال لمناقشته هنا.
1- يمكن تناول تداعيات الزيارة على النحو الآتي:
أ- من الظواهر النادرة على المستوى العالمي أن يزور وفد حكومي رسمياً سجيناً سياسياً. وهذه الحقيقة تؤكد أن الدولة في مأزق، وتلجأ إلى قائد سياسي مثل القائد أوجلان لحل أزماتها.
ب- بات القائد أوجلان يُعترف به رسمياً على المستويين العالمي والإقليمي بوصفه المحاور الرئيسي للقضية الكردية في العالم والإقليم، أي يُنظر إليه زعيماً أوحد للكرد. فتركيا، التي منعت طوال مئة عام الاعتراف بالوجود الكردي، تتوجّه اليوم رسمياً إلى زعيم كردي وتعترف بوجود الشعب الكردي.
ج- تسعى الدولة من خلال هذا التوجّه إلى إمرالي إلى حماية نفسها من التفكك ومن موجة التغيير الجارية في المنطقة. وبمعنى آخر، بسبب ضعف الدولة، تريد أن تحتمي بالقائد أوجلان وألّا تطالها عاصفة التغيير.
د- يبقى السؤال: هل تفعل الدولة ذلك تكتيكاً للنجاة من الوضع الجديد، أم أنه توجه إستراتيجي؟ بالتأكيد هو تكتيك، والقائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني يدركان هذه الحقيقة. لكنّ وضع تركيا تجاوز القدرة على التحمل ومواجهة التغيير؛ فالكرد لم يعودوا بلا مشروع أو قيادة كما كان في لوزان، وأصبحوا يعرفون كيف يستثمرون الفرص بأفضل شكل.
2- ما الذي يطلبه حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية من القائد أوجلان؟
أ- برأيي، يطلب الحزبان من القائد أوجلان إصدار تعليمات تدفع قوات سوريا الديمقراطية إلى تسليم سلاحها بشكل أو بآخر إلى الشرعية أو إلى تركيا، ومن ثم حل نفسها.
ب- أن يبقى قادة منظومة المجتمع الكردستاني خارج العملية السياسية، وأن يقيموا في بلد ثالث بعيداً عن الجغرافيا التركية.
ج- وبخصوص حزب الحياة الحرة الكردستاني والمقاتلين وملف أوروبا، يُتوقع أن تكون لديهم مطالب إضافية أيضاً.
3- كيف سيكون رد القائد أوجلان؟
أعتقد أننا سنحصل على الإجابات بعد لقاء الوفد البرلماني. وبرأيي، فإنّ ملف روج آفا/شمال شرق سوريا (باروس) بالنسبة للقائد أوجلان ذو أهمية كبيرة جداً، ولا يمكن أن يكون مادة للمساومة.