بث تجريبي

مالي تعيش أزمة إنسانية حادة وسط حصار جماعات مرتبطة بالقاعدة

 تواجه مالي أزمة غير مسبوقة منذ سنوات، إذ تتواصل حرب استنزاف تشنها جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة، بينما تعيش العاصمة باماكو تحت حصار خانق دام نحو شهرين، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتدهور الخدمات الأساسية.

حصار يفاقم الأزمة الإنسانية
قال عمر الأنصاري، خبير شؤون منطقة الساحل والصحراء، لقناة «سكاي نيوز عربية» إن الحصار أدى إلى نقص حاد في الوقود والغذاء والدواء، وتدهور كبير في الأوضاع داخل العاصمة.

وأوضح أن الجماعات المسلحة تعتمد سياسة خنق باماكو داخليًا لإشعال غضب الشارع، مع أن هدفها الحالي ليس إسقاط النظام عسكريًا بسبب ضعف قدرتها اللوجستية.

شلل شبه كامل وانتشار الاختطافات
أشار الأنصاري إلى أن العاصمة تعاني من شلل شبه كامل في الخدمات من الكهرباء إلى المواد الأساسية، مع تفشي انعدام الأمن وانتشار الاختطافات، بينما تحاول الجماعات المسلحة تقديم نفسها كنموذج محلي للاستقرار على غرار طالبان.

الدور الدولي والتحولات الاستراتيجية
وأوضح الخبير أن الولايات المتحدة تدخلت مؤخرًا لمتابعة الأزمة، حيث أجرى نائب وزير الخارجية الأميركي محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المالي، في مؤشر على تحول الموقف الأميركي من المجلس العسكري الحاكم،وأضاف أن التحولات في التحالفات الدولية سمحت للتنظيمات المتطرفة بالتوسع بنسبة كبيرة خلال العام الماضي.

التحالف مع روسيا وتركيا والصين
وأشار الأنصاري إلى أن المجلس العسكري المالي استبدل حلفاءه الغربيين بشركاء جدد من روسيا وتركيا والصين، مع وجود نحو 1500 خبير عسكري روسي في باماكو، ضمن صفقة مكلفة تضمنت دفع مبالغ ضخمة لمجموعة فاغنر مقابل تأمين النظام ومنحه امتيازات في مناجم الذهب.

تشهد مالي صراعًا متواصلًا بين النظام العسكري والجماعات المسلحة، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية وانهيار الخدمات، مما يجعل البلاد عند مفترق طرق خطير، مع تمدد الجماعات المتطرفة تحت غطاء أزمة إنسانية خانقة، واستمرار التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة.


 

 

 

 

 

قد يهمك