في إطار النشاط الدبلوماسي المكثف الذي تشهده العاصمة المصرية، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، نظيره يوراى بلانار وزير خارجية سلوفاكيا، وذلك على هامش زيارته إلى القاهرة للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أبرز المشاريع الثقافية على مستوى العالم.
خلال اللقاء، استعرض وزير الخارجية والهجرة مسار العلاقات الثنائية بين مصر وسلوفاكيا، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية. وشدد الوزيران على أهمية البناء على هذا الزخم لتحقيق شراكة استراتيجية أوسع، بما يعكس الإمكانات الكبيرة للبلدين الصديقين.
وأشار وزير الخارجية والهجرة إلى أهمية الاتفاقيات الموقعة مؤخرًا، خاصة مذكرة التفاهم في مجال حماية البيئة وتغير المناخ، ومذكرة التعاون الاقتصادي التي تمهد لإطلاق اللجنة الاقتصادية المشتركة بين القاهرة وبراتيسلافا.
ومن المقرر أن تمثل الجلسة الافتتاحية لهذه اللجنة خطوة نوعية في توسيع نطاق التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة والتكنولوجيا الحديثة.
وفي جانب من اللقاء، تناول الجانبان التطورات الإقليمية الراهنة، حيث أطلع وزير الخارجية والهجرة نظيره وزير خارجية سلوفاكيا على مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، في أعقاب قمة شرم الشيخ للسلام، مشيرًا إلى الجهود المصرية المستمرة لتثبيت اتفاق وقف الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
كما استعرض التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي الخاص بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة، المزمع عقده بالقاهرة خلال الشهر الجاري.
وأكد الوزير عبد العاطي أن الدور المصري في المنطقة يستند إلى مبادئ دعم الاستقرار الإقليمي والحوار المتوازن، وهو ما يحظى بتقدير متزايد من الدول الأوروبية، ومن بينها سلوفاكيا التي تعد شريكًا داعمًا لجهود القاهرة في القضايا الإنسانية والوساطات الدبلوماسية.
وفي ختام اللقاء، عبّر وزير الخارجية والهجرة عن شكر مصر لحكومة سلوفاكيا على ما قدمته من مساعدات إنسانية لدعم جهود الإغاثة وتخفيف المعاناة في كل من غزة والسودان، مؤكدًا أن هذه المواقف تعكس عمق الصداقة بين الشعبين.
من جانبه، ثمّن وزير خارجية سلوفاكيا الدور الريادي الذي تلعبه القاهرة في استقرار المنطقة، معربًا عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون في مجالات السياحة والطاقة والتعليم والتكنولوجيا، خاصة مع ما يوفره المتحف المصري الكبير من جسور ثقافية جديدة تربط مصر وسلوفاكيا وتدعم الحوار الحضاري بين الشرق والغرب.
تأتي زيارة وزير خارجية سلوفاكيا إلى القاهرة في توقيت يشهد تقاربًا متزايدًا بين مصر وسلوفاكيا في الملفات الإقليمية والدولية، ضمن سياسة مصرية تهدف إلى تنويع شراكاتها الأوروبية وتعزيز الحضور في أوروبا الوسطى.
كما يعكس استقبال وزير الخارجية والهجرة له بالمتحف المصري الكبير حرص القاهرة على دمج الدبلوماسية الثقافية في مسار علاقاتها الخارجية، بما يرسخ لصورة مصر كجسر للتواصل بين الحضارات.
