في إطار الدور المصري المتنامي داخل القارة الإفريقية، بحث وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، ترتيبات نشر القوات المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار بالصومال (AUSSOM)، وذلك خلال لقائهما على هامش افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة يوم السبت الأول من نوفمبر 2025.
أكد الوزير عبد العاطي أن مصر تدعم الاتحاد الإفريقي دعمًا كاملاً في جهوده الرامية إلى تسوية النزاعات وتحقيق التنمية الشاملة بالقارة، انسجامًا مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063. وشدد على أهمية المضي قدمًا في تنفيذ الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي بما يعزز قدرته على إدارة الأزمات وتعزيز التكامل القاري.
وأشار إلى أن القاهرة تعمل على بلورة رؤية إفريقية موحدة تقوم على مقاربة شاملة توازن بين الأبعاد السياسية والأمنية والتنموية، مؤكدًا أن التعاون المصري مع مفوضية الاتحاد الإفريقي يمتد عبر ملفات متعددة أبرزها إرساء السلم والأمن في إفريقيا.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تستكمل التنسيق مع الاتحاد الإفريقي بشأن نشر قواتها في بعثة الدعم والاستقرار بالصومال، مؤكدًا على ضرورة تأمين تمويل كافٍ ومستدام للبعثة لتمكينها من أداء مهامها بكفاءة. وأكد أن مشاركة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي تأتي في إطار التزام القاهرة بدعم أمن واستقرار القارة الإفريقية، وخاصة في مناطق النزاع مثل الصومال والسودان ومنطقة الساحل الإفريقي.
وجدد عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه، داعيًا إلى تكثيف الجهود الإفريقية والدولية للحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية. كما شدد على أن العمل الإفريقي المشترك لا يجب أن يقتصر على البعد الأمني فقط، بل يجب أن يشمل الأبعاد التنموية والفكرية وبناء القدرات في منطقة الساحل الإفريقي.
واختتم وزير الخارجية اللقاء بالتأكيد على حرص مصر على تعزيز حضورها في جهود التنمية الإفريقية، في ظل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات النيباد وريادة ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات. وأشار إلى الدور البارز الذي يقوم به مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، باعتباره أحد مراكز التميز التابعة للاتحاد الإفريقي، إضافة إلى مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات الذي تستضيفه القاهرة، ما يعكس عمق التعاون بين مصر والاتحاد الإفريقي في مجالات السلم والتنمية والاستقرار.