 
                            أعرب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن خيبة أمله من التصعيد الأخير في قطاع غزة يوم أمس الثلاثاء، واصفًا ما جرى بأنه "مخيب للآمال"، مؤكدًا أن قطر عملت مع الوسطاء على احتواء الموقف والتنسيق لضمان استمرار الهدنة.
وقال الوزير القطري في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إن الوسطاء يتابعون التحديات التي واجهت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن ذلك "كان متوقعًا"، وأن الجهود الحالية تتركز على ضمان صمود الاتفاق واستمراره.
وأضاف أن هناك اتصالات مكثفة جرت مع الطرفين للحفاظ على الهدنة، مشددًا على أن كلا الجانبين يدرك أهمية استمرار وقف النار، موضحًا: "مهمتنا اليوم هي التأكد من إنهاء الحرب وتنفيذ ما تم التوافق عليه في شرم الشيخ".
وجاءت هذه التصريحات بعد تصعيد ميداني إسرائيلي في قطاع غزة، تلاه إعلان جيش الاحتلال صباح الأربعاء استئناف وقف إطلاق النار بعد ساعات من الغارات المكثفة. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه أنه "سيواصل تطبيق اتفاق غزة والرد بقوة على أي خرق"، مشيرًا إلى تنفيذ سلسلة غارات استهدفت أكثر من 30 عنصرًا من حركة حماس.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 91 شخصًا في مناطق متفرقة من القطاع منذ ليلة الثلاثاء، مرجحة ارتفاع الحصيلة بسبب الإصابات الخطيرة.
وزعم جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده جنوب القطاع إثر هجوم بقذائف "آر بي جي" ونيران قناصة، فيما نفت حركة حماس مسؤوليتها عن الحادث، ودعت الوسطاء إلى التحرك العاجل للضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار.
يُذكر أن اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري جاء تنفيذًا للمرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 9 أكتوبر، والتي تضمنت 20 بندًا أبرزها وقف فوري لإطلاق النار مقابل الإفراج عن المحتجزين خلال 72 ساعة، وتشكيل إدارة تكنوقراطية بإشراف دولي يقودها ترامب، من دون مشاركة حركة حماس أو الفصائل الفلسطينية.
وفي المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، أفرجت حماس عن 20 محتجزًا، بينما أطلقت إسرائيل سراح 1718 أسيرًا من القطاع، إضافة إلى ترحيل 250 أسيرًا من أصحاب الأحكام الطويلة أو المؤبدة إلى أراضٍ فلسطينية أخرى.