أشادت الأمم المتحدة بقرار حزب العمال الكردستاني (PKK) سحب مقاتليه من الأراضي التركية، واصفة الخطوة بأنها تطور “مهم نحو الحل السلمي” للصراع المستمر منذ أربعة عقود بين الحزب وأنقرة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في تصريح لشبكة “رووداو” الإعلامية، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “يتابع عن كثب التقدم المحرز بشأن قرار حزب العمال الكردستاني بنزع السلاح”، مضيفًا: “نحيط علمًا بإعلان الحزب سحب قواته من تركيا إلى العراق”.
وأكد دوجاريك أن “القرار، إذا تم تنفيذه بالكامل، سيمثل خطوة مهمة أخرى نحو الحل السلمي لهذا الصراع الطويل الأمد”، داعيًا جميع الأطراف إلى “العمل بحسن نية من أجل تنفيذه وضمان استمراره”.
وكان الحزب قد بدأ، الأحد (26 تشرين الأول 2025)، تنفيذ انسحاب مقاتليه من داخل الأراضي التركية إلى مناطق الدفاع المشروع في شمال العراق، تنفيذًا لقرارات مؤتمره الثاني عشر وبموافقة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي قرب مقرات الحزب في جبال قنديل، حضره نحو 25 مقاتلًا من بينهم ثلاثة قادة وثماني نساء، عبروا مؤخرًا من تركيا. ولم يُعلن الحزب عن العدد الإجمالي للمقاتلين المنسحبين، غير أن تقديرات مراقبين تشير إلى أن عددهم يتراوح بين 200 و300 مقاتل، بحسب وكالة “فرانس برس”.
ويأتي هذا التطور استجابة لدعوة وجهها أوجلان في فبراير الماضي لحل التنظيم وإلقاء السلاح، تلتها خطوة رمزية في تموز تمثلت في إحراق أحد مخابئ الأسلحة بمحافظة السليمانية، بعد أن كان الحزب قد أعلن رسميًا في أيار تخليه عن الكفاح المسلح.
وقد رحبت الحكومة التركية بهذه الخطوة التي تمثل تحولًا نوعيًا في مسار الصراع المستمر منذ عام 1984، والذي أودى بحياة نحو 50 ألف شخص.