 
                            تواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتباع سياستها الهادفة إلى تقليص حجم الجهاز الإداري الفيدرالي، مستوحية أسلوب وزارة "كفاءة الحكومة" التي قادها رجل الأعمال إيلون ماسك، وذلك من خلال خطة لتسريح آلاف الموظفين من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) مستغلة فترة الإغلاق الحكومي.
وكشفت صحيفة بوليتيكو أن الوزارة أعدّت خطة لتسريح نحو 8000 موظف خلال الإغلاق، وفق وثيقة داخلية حصلت عليها الصحيفة، حيث جاء التوجيه من مدير مكتب الإدارة والميزانية راسل فوجت، الذي وُصف بأنه المحرك الأساسي وراء جهود ترامب لتقليص الجهاز الفيدرالي. ومع مرور الوقت، تقلص عدد الوظائف المستهدفة من 7885 إلى 1760، ثم إلى 954 فقط بعد مراجعات داخلية اعتبرت بعض الأسماء مدرجة بالخطأ.
وأوضحت الصحيفة أن أسلوب التسريح شابه نهج إيلون ماسك في وزارة "كفاءة الحكومة"، حيث تم فصل بعض الموظفين ثم إعادتهم لاحقًا، ما أحدث حالة من الارتباك والقلق بين العاملين في الوكالات الحكومية، دون أن يتحقق الهدف المعلن بتقليص كبير في حجم الحكومة.
وفي المقابل، أبدى عدد من كبار المسؤولين تحفظهم على هذه الإجراءات، إذ قال مسؤول في الإدارة لـبوليتيكو إن الخطة تمثل “بقايا من إصلاحات عهد ترامب”، مضيفًا أنه لا يوجد دعم حقيقي لها حتى داخل البيت الأبيض.
وفي تطور لاحق، أصدرت المحكمة الفيدرالية في سان فرانسيسكو حكمًا بتعليق قرارات فصل 362 موظفًا من بين الـ954 الذين تلقوا إشعارات تسريح في أكتوبر، مع احتمال توسيع نطاق الحماية القانونية بدعم من نقابات الموظفين الفيدراليين.
من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، إميلي هيليارد، أن قوائم التسريح أُعدت استنادًا إلى الوظائف المصنفة كـ"غير أساسية" أثناء الإغلاق الحكومي، مؤكدة أن الوزارة لا تتخذ حاليًا أي إجراءات جديدة بسبب الأوامر القضائية الصادرة.
وتشير الوثائق إلى أن المعاهد الوطنية للصحة كانت الأكثر تأثرًا بالخطة المقترحة، إذ كان من المفترض أن تشمل عمليات التسريح نحو 4545 موظفًا، أي ربع العاملين فيها، غير أن التنفيذ لم يتم فعليًا.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم