أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده ماضية في أداء دورها الفاعل على الساحتين العربية والدولية، مشددًا على أن قطر لا تدخر جهدًا في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، سعيًا لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
وأشار في كلمته خلال افتتاح دور الانعقاد السنوي الـ54 لمجلس الشورى، إلى أن الجهود القطرية في الوساطة والعمل الإنساني أسهمت في تعزيز مكانة الدوحة عالميًا وربط اسمها بالدبلوماسية الفاعلة والسلمية.
وأوضح الشيخ تميم أن الدور القطري في الوساطة لم يكن بلا ثمن، إذ تعرضت الدوحة لانتهاكين خطيرين لسيادتها؛ الأول من جانب إيران، والثاني من إسرائيل التي استهدفت حيًا سكنيًا يضم وفد حماس المفاوض، ما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص، بينهم مواطن قطري وخمسة فلسطينيين.
وأكد أن قطر اعتبرت الهجوم الإسرائيلي “إرهاب دولة”، مشيرًا إلى أن الرد الدولي على هذا الاعتداء كان قويًا وصادمًا لمن ارتكبه، ومؤكدًا أن الدوحة خرجت من المحنة أكثر قوة وصلابة.
وشدد أمير قطر على أن ما حدث في قطاع غزة خلال العامين الماضيين يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، موضحًا أن هذا المصطلح وحده يختصر حجم الفظائع والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، منتقدًا عجز الشرعية الدولية عن فرض احترام القانون الدولي في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية.
وجدد تأكيده على إدانة قطر لجميع الممارسات الإسرائيلية، من استهداف المدنيين وتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة، إلى استمرار الاستيطان في الضفة الغربية ومحاولات تهويد القدس، مؤكداً أن غزة تمثل جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية الموحدة.
قال الشيخ تميم إن قضية فلسطين هي قضية احتلال مديد آن الأوان لوضع حد له، داعيًا المجتمع الدولي إلى حماية الشعب الفلسطيني ومنع إفلات مرتكبي جرائم الحرب من العقاب.
كما أشار إلى أن الجهود القطرية منذ أكتوبر 2023 تواصلت لوقف الحرب على غزة، وأسفرت الوساطات عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية.
وثمّن أمير قطر الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين من أكثر من 150 دولة، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة وإقامة دولتهم المستقلة.
وفي الشأن المحلي، أكد أمير قطر أن الاقتصاد الوطني يواصل أداءه الإيجابي رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن الدولة نجحت في الحفاظ على ثقة المستثمرين واستقرار السوق، وسجلت نموًا بنسبة 2.4% في عام 2024 و1.9% في الربع الثاني من عام 2025.
وأوضح أن الحكومة تواصل تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030 عبر سياسة مالية منضبطة ومستدامة، تقوم على تقديرات واقعية للإيرادات النفطية وإدارة رشيدة للموارد.
وأشار الشيخ تميم إلى أن قطاع الطاقة في قطر واصل نموه بثبات رغم التحديات الجيوسياسية، مؤكدًا التزام الدولة بالتحول نحو الطاقة النظيفة والاستدامة البيئية.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن التنمية الاقتصادية لا تنفصل عن التنمية البشرية والتعليم، موضحًا أن الاستثمار في الإنسان هو الأساس لبناء المستقبل وتحقيق النهضة الشاملة.
