قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، الاثنين، إن نفوذ حزب الله داخل الحكومة اللبنانية حال دون تنفيذ خطة مشتركة بين واشنطن وباريس لنزع سلاح الحزب بشكل تدريجي، مشيراً إلى أن استمرار امتلاك الحزب لترسانته العسكرية يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي.
أوضح باراك أن سوريا تمثل الاختبار الأبرز لاستدامة النظام الإقليمي الجديد، مؤكداً أن لبنان يشكل الامتداد الطبيعي لعملية السلام بعد الملف السوري. وأضاف أن نزع سلاح حزب الله يُعتبر شرطاً محورياً لتحقيق الاستقرار وضمان الأمن الإقليمي على المدى البعيد.
كشف المبعوث الأمريكي أن واشنطن قدمت خطة وُصفت بـ"المحاولة الأخيرة" تتضمن آلية تدريجية لنزع سلاح حزب الله تحت إشراف أمريكي ـ فرنسي، غير أن نفوذ الحزب السياسي داخل الحكومة اللبنانية أدى إلى تعطيل الخطة وإفشالها.
وأكد باراك أن بقاء سلاح حزب الله يقوّض سيادة لبنان ويمنع تدفق الاستثمارات ويُبقي احتمالية اندلاع مواجهة مع إسرائيل قائمة. كما رجّح أن يسعى الحزب لتأجيل انتخابات 2026 بذريعة الحرب للحفاظ على نفوذه السياسي، وهو ما قد يفجر أزمة داخلية جديدة تعيد مشهد احتجاجات 2019.
وفي سياق متصل، قال المبعوث الأمريكي إن السعودية تقترب من الانضمام الكامل لمسار التطبيع مع إسرائيل، مضيفاً أن هذه الخطوة "ستدفع بقية دول المشرق إلى اللحاق بها".
يُذكر أن ملف سلاح حزب الله يُعدّ من أبرز القضايا الخلافية في الداخل اللبناني منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1990، حيث يحتفظ الحزب بترسانة عسكرية ضخمة بحجة مقاومة إسرائيل.
وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن هذا السلاح يضعف سيادة الدولة ويهدد الاستقرار الإقليمي، بينما يرفض الحزب أي مسعى لنزعه خارج إطار "المقاومة".