شهدت مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، صباح الأحد، مواجهات عنيفة بعد أن تمكنت القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوة المشتركة، من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مواقع الفرقة السادسة مشاة.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد استخدمت قوات الدعم السريع دبابات قتالية وعربات مصفحة وطائرات مسيّرة في محاولة لاختراق خطوط الدفاع الأمامية للجيش السوداني، غير أن القوات النظامية تصدت للهجوم بالمدفعية الثقيلة وضربات الطائرات المسيّرة، ما أسفر عن تدمير دبابة وعدد من العربات القتالية وسقوط عشرات القتلى في صفوف المهاجمين.
أكد شهود عيان أن أعمدة الدخان ما زالت تتصاعد في سماء المدينة، بينما باتت حركة المدنيين شبه معدومة نتيجة القصف المدفعي المتواصل على المخيمات والأحياء السكنية، مما زاد من حالة الذعر بين السكان في ظل غياب ممرات آمنة أو تدخلات إنسانية فاعلة.
أصدرت لجان مقاومة الفاشر، وتزامناً مع المعارك، بياناً حذرت فيه من أن المدينة تواجه قصفاً مركزاً يستهدف المرافق المدنية ومراكز الإيواء، مشيرة إلى أن توقف التكايا ونفاد المواد الغذائية أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وأكدت أن الوضع الحالي يهدد بانهيار كامل للخدمات وتحويل الفاشر إلى منطقة منكوبة يصعب الوصول إليها.
وبحسب تقارير محلية، لا تزال قوات الدعم السريع تفرض حصاراً خانقاً على الفاشر، تسبب في انعدام الغذاء والدواء وارتفاع معدلات الوفيات اليومية، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل، وسط مخاوف من كارثة إنسانية وشيكة ما لم تُفتح ممرات آمنة عاجلة لتقديم المساعدات.
تتصاعد حدة المعارك في شمال دارفور منذ أسابيع، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة على آخر مواقع الجيش السوداني داخل مدينة الفاشر، فيما يواصل الجيش التمسك بمواقعه العسكرية، وسط حصار طويل الأمد أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
