بث تجريبي

عودة النازحين إلى ركام غزة

بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم المهدمة في قطاع غزة، وذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، وانطلاق المرحلة الأولى التي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق الحضرية. المشهد حمل خليطاً من الفرح والألم، حيث سارت الحشود نحو مدينة غزة وخان يونس، عائدين إلى بيوت مدمرة وأحياء لم يبق منها سوى الركام.

عودة محفوفة بالدمار

تحركت أعداد كبيرة من النازحين شمالاً نحو مدينة غزة التي كانت هدفاً لواحدة من أعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب. وفي الجنوب، اتجه العائدون عبر خان يونس، المدينة الثانية في القطاع والتي لحقت بها دمار واسع.

وبينما عاد بعضهم بصمت، التقطت عدسات الكاميرا صوراً لفتية يجلسون على بقايا أمتعة بسيطة، ووجوه تحمل مزيجاً من الحزن والارتياح.

مشاهد إنسانية مؤلمة

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الفرق الطبية تمكنت من انتشال نحو 100 جثة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من عدة مناطق. وقال أحد العائدين، إسماعيل زايدة من حي الشيخ رضوان، إن بيته ما زال واقفاً لكن الحي بكامله تحوّل إلى دمار.

فيما تحدث أحمد البريم من شرق خان يونس عن عودته ليجد "إبادة كاملة"، مضيفاً أنه لم يستطع إنقاذ أي شيء من منزله. أما مهدي ساق الله، فأوضح أن فرحة وقف إطلاق النار لم تمنع شعوره بالمرارة قائلاً: "مفيش بيوت.. مهدمة".

تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق

دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي أكد فتح بعض الطرق أمام السكان للعودة إلى بيوتهم.

وتنص المرحلة الأولى على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق حضرية رئيسية، مع استمرار سيطرتها على نحو نصف مساحة القطاع، ما يسمح ببدء عودة تدريجية للمدنيين من المخيمات المؤقتة.

ضمانات دولية بإنهاء الحرب

رحب الفلسطينيون والإسرائيليون بالاتفاق الذي يُعد أكبر خطوة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين. وأكد القيادي في حركة حماس خليل الحية أن الحركة تسلمت "ضمانات من الوسطاء والإدارة الأميركية" بانتهاء الحرب بشكل كامل. الاتفاق يتضمن أيضاً مسألة تبادل المحتجزين، حيث لا يزال 20 إسرائيلياً على قيد الحياة داخل غزة، بينما يُعتقد أن 26 قُتلوا وما زال مصير اثنين مجهولاً.

الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 بعد هجوم مفاجئ شنته حركة حماس، أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وتدمير أحياء كاملة في القطاع. ومع بدء عودة النازحين، يبقى التحدي الأكبر أمام سكان غزة هو كيفية إعادة بناء حياتهم فوق أنقاض منازلهم، وسط ظروف إنسانية كارثية وتوقعات بصعوبة إعادة الإعمار في المدى القريب.

 

 

 

 

 

 

 

قد يهمك