يتعرض المستشفى السعودي التخصصي للنساء والتوليد لقصف مدفعي مباشر مساء الثلاثاء، في تصعيد جديد للعنف بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
أثار الهجوم موجة من الغضب والقلق وسط السكان، الذين يخشون أن تتحول المرافق الطبية إلى أهداف مباشرة في النزاع الدائر.
يكشف مصدر طبي من داخل المستشفى أن عدد القتلى بلغ ثمانية حتى مساء الثلاثاء، محذرًا من ارتفاع الحصيلة بسبب وجود حالات حرجة.
وأوضح أن المستشفى استقبل في ذات الوقت جرحى من مناطق سكنية أخرى تعرضت للقصف، ما ضاعف الضغط على الطاقم الطبي المحدود في ظل نقص المعدات والأدوية.
يؤكد أطباء ومرافقون للمرضى أن القصف طال البنية التحتية للمستشفى الوحيد الذي ما زال يقدم خدمات علاجية في الفاشر، ما يهدد بخروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل كامل،هذا الاستهداف يطرح تساؤلات حول مدى التزام الأطراف المتنازعة بالقانون الدولي الإنساني، في وقت يزداد فيه خطر انهيار القطاع الصحي بالمدينة.
ترصد صحيفة "دارفور24" وصول عشرات المصابين إلى قسم الحوادث داخل المستشفى، نُقل كثير منهم عبر عربات الكارو والدرداقات بسبب غياب شبه كامل لسيارات الإسعاف. المشهد في قسم الطوارئ كان مأساويًا مع تراكم الجرحى ونقص الكوادر الصحية، ما كشف هشاشة النظام الصحي في المدينة.
يؤكد إبراهيم عثمان، أحد أقارب المصابين، أن غياب عربات الإسعاف أجبر الأهالي على استخدام وسائل نقل تقليدية، مما أدى إلى وفاة العديد من المصابين قبل الوصول إلى المستشفى.
وأضاف أن بعض المرضى يفارقون الحياة أثناء انتظار العلاج بسبب النقص الحاد في الكادر الطبي والتردي البيئي داخل المرفق الصحي.
تُضاف الحادثة الأخيرة إلى سلسلة من الانتهاكات التي طالت المرافق المدنية في شمال دارفور، وتكشف عن تدهور خطير في الوضع الإنساني داخل الفاشر. ومع استمرار القصف، يعيش السكان في حالة رعب وترقب وسط غياب أي تدخل دولي أو إقليمي جاد. ويظل المستشفى السعودي رمزًا لصمود ما تبقى من القطاع الصحي، رغم التهديدات التي تحيط به من كل اتجاه.
تواجه مدينة الفاشر، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين، حصارًا خانقًا منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويُعتبر المستشفى السعودي آخر المرافق الطبية الكبرى العاملة بالمدينة، ما يجعله شريان حياة حيويًا للسكان المدنيين، في وقت تزداد فيه المخاطر على سلامة المرضى والكادر الطبي مع كل جولة قصف جديدة.