كشف قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تفاصيل مثيرة حول اجتماع عسكري عقده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قبيل اندلاع حرب أبريل، مؤكداً أن بحوزتهم نسخة موثقة من محضر الاجتماع تثبت التخطيط المسبق للهجوم على قوات الدعم السريع.
اتهم حميدتي خلال خطاب سياسي في مدينة نيالا، تنظيم الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن إشعال الحرب بعد شعورهم بالإقصاء من الاتفاق الإطاري، مشيراً إلى وجود تواطؤ من بعض قيادات الجيش معهم.
وأوضح أن الفريق سليمان صندل أبلغه بتفاصيل مؤامرة تستهدفه من داخل المؤسسة العسكرية، ما زاد من قناعته بوجود تحركات مدبرة لإشعال الصراع.
أكد حميدتي أن البرهان أبدى موافقة أولية على الاتفاق الإطاري، ثم تراجع عنها لاحقاً، لكنه نجح في إقناعه بالاستمرار في الالتزام به. كما كشف عن اتفاق مسبق يقضي بدمج قوات الدعم السريع في الجيش خلال عشر سنوات، متهماً البرهان بالمماطلة ومحاولة إعادة فتح ملف جرى حسمه رسمياً.
أوضح حميدتي أن البرهان تغيّب عن لقاء مباشر معه بحجة المرض، لكنه في الوقت نفسه عقد اجتماعاً مع قيادة الجيش لمناقشة خطة عسكرية تستهدف الدعم السريع.
وأكد حميدتي، أن المحضر الموثق تضمن تعهداً من البرهان بهزيمة قواته خلال أربع ساعات فقط، فيما أعلن مسؤول الطيران العسكري جاهزية الطائرات الحربية لتنفيذ ضربات خلال ساعة أو ساعتين ضد مواقع الدعم السريع.
أشار حميدتي إلى أن قواته لم تلجأ لاستخدام مضادات الطيران في بداية الحرب، لكنها نفذت عملية استباقية بالسيطرة على المطار وإحباط الإقلاع المخطط لأربع طائرات عسكرية، مؤكداً أنه تم تدميرها على المدرج قبل تنفيذ مهمتها.
اندلعت حرب السودان في أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، بعد انهيار مسار الاتفاق الإطاري الذي كان يفترض أن يقود إلى مرحلة انتقالية، ومنذ ذلك الحين، يعيش السودان في وضع مأساوي تتخلله معارك عنيفة، وتبادل اتهامات بين الطرفين حول مسؤولية إشعال الحرب والتسبب في الانهيار السياسي والعسكري.
