بعد ساعات من انتهاء أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالعاصمة القطرية الدوحة، تعرضت مدينة غزة إلى قصف إسرائيل عنيف طوال الليل، أعقبه إعلان اجتياح بري كامل لمدينة غزة، وكأن تل أبيب ترد بطريقتها على ما ورد من إدانات واسعة ولهجة شديدة تجاهها خلال تلك القمة.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، أن "غزة تحترق"، مؤكداً أن الجيش يركز ضرباته على البنية التحتية لحركة حماس، في إطار ما وصفه بـ"تهيئة الظروف لاستعادة الرهائن وهزيمة الحركة".
وأوضح أن القوات الإسرائيلية لن تتراجع "حتى استكمال المهمة".
عملية برية واسعة النطاق
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن الجيش بدأ عملية عسكرية برية واسعة النطاق في مدينة غزة، واصفًا إياها بأنها "مرحلة حاسمة"، وذلك في شهادته أمام محكمة تل أبيب المركزية.
وقال نتنياهو: "لم أطلب جلسات مغلقة لأدرك أن دولة إسرائيل في موقف حرج"، مشيرًا إلى أن العملية تأتي بعد موجة هجمات جوية مكثفة على القطاع الليلة الماضية.
وبحسب تقديرات أمنية إسرائيلية، غادر أكثر من 350 ألف فلسطيني مدينة غزة حتى مساء الإثنين، أي ما يفوق 40 بالمئة من سكانها، فيما يتوقع أن تتواصل موجات النزوح مع تقدم المناورة البرية.
مهلة أمريكية لـ"حماس"
في موازاة ذلك، صعّد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، من نبرة التهديد، مؤكداً أن أمام حماس "مهلة قصيرة جداً" للقبول بوقف إطلاق النار، بينما تتحدث تقارير إعلامية عن بدء الهجوم البري على المدينة الفلسطينية التي نزح منها ما يقارب 300 ألف مدني نحو الجنوب.
وشهدت غزة منذ ليلة أمس تصعيداً غير مسبوق، حيث قُتل 8 فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت بناية سكنية قرب مفترق الأمن العام شمال غربي المدينة، لترتفع حصيلة الضحايا خلال 24 ساعة إلى 72 شخصاً، وفقاً لمصادر محلية.
تحذير أممي
الأمم المتحدة بدورها أطلقت تحذيرات قوية من التداعيات الكارثية للهجوم الإسرائيلي، إذ أكد المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو جوتيريش، ستيفان دوجاريك، أن "القصف الإسرائيلي يترك أثراً مروعاً على المدنيين الذين يواجهون الجوع والمعاناة"، داعياً إلى حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي.
وتبدو تل أبيب عازمة على المضي في خيار القوة العسكرية كطريق وحيد لتحقيق أهدافها، مستندة إلى دعم سياسي أمريكي يضغط على حماس عبر التهديد بمهلة محدودة.
