يعتزم رئيس الوزراء السوداني المعيّن من قبل مجلس السيادة، كامل إدريس، القيام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتأتي الزيارة في إطار مساعٍ لتعزيز العلاقات الثنائية بين الخرطوم والرياض، وسط تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى دعم الاستقرار في السودان.
أوضح وزير الطاقة السوداني، المعتصم إبراهيم، عقب لقائه السفير السعودي لدى الخرطوم علي بن حسن جعفر، أن المحادثات تناولت الترتيبات الخاصة بالزيارة، إضافة إلى بحث مشاريع للتعاون في مجالات الكهرباء والبترول. وقدمت وزارة الطاقة السودانية مقترحات لشراكات محتملة مع الجانب السعودي، بينها تعاون مع شركة أرامكو ومشروعات لتصنيع وتجميع المحولات الكهربائية.
تشهد العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية الأخرى تدميرًا واسعًا في قطاع الكهرباء نتيجة هجمات ميليشيا الدعم السريع، التي شملت نهب محولات وضربات بطائرات مسيّرة استهدفت محطات التوزيع والنقل. وتشير تقديرات رسمية إلى حاجة الولاية لنحو 14 ألف محول كهربائي لإعادة الخدمة، فيما بلغت قيمة الخسائر نحو 468 مليون دولار، وهو ما يعكس حجم التحديات أمام خطط إعادة الإعمار.
أكد وزير الطاقة السوداني أن العلاقات مع السعودية "راسخة وعميقة"، مشيرًا إلى دور الرياض البارز في محادثات جدة لوقف الحرب. ومن جانبه شدد السفير السعودي على أن بلاده تدعم وحدة السودان واستقراره، معتبرًا أن زيارة إدريس المرتقبة تمثل محطة مهمة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.
ترتبط الخرطوم والرياض بعلاقات وثيقة تاريخيًا، إذ دعمت السعودية السودان في ملفات إنسانية واقتصادية عديدة، إلى جانب دورها في رعاية المفاوضات السودانية – السودانية بجدة منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023. وتحرص المملكة على لعب دور محوري في إعادة الاستقرار عبر الدعم السياسي والاقتصادي.
يأتي الحراك الدبلوماسي في وقت تتواصل فيه تداعيات الحرب الداخلية، حيث تشهد الخرطوم ومناطق واسعة من البلاد أزمة إنسانية خانقة بسبب تضرر البنية التحتية وانقطاع الكهرباء والخدمات الأساسية، إلى جانب تصاعد الحاجة إلى دعم دولي وإقليمي لإعادة الإعمار.
من زوايا العالم
نبض الشرق