ضرب زلزال جديد شرق أفغانستان صباح اليوم الجمعة بلغت قوته 5.4 درجة على مقياس ريختر وعلى عمق عشرة كيلومترات وفق ما أعلنه المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض. وجاءت هذه الهزة لتضاف إلى سلسلة زلازل عنيفة شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، لتعمق من معاناة السكان والأزمة الإنسانية المستمرة.
كانت البداية مع زلزال قوي يوم الأحد الماضي بلغت شدته ست درجات على مقياس ريختر وضرب محافظتي كونار وننكرهار، وأسفر عن أكثر من ألفي قتيل وثلاثة آلاف وستمئة مصاب.
وبعد يومين فقط تبعته هزة ارتدادية بقوة 5.5 درجة، ثم زلزال ثالث أمس الخميس بلغت قوته 6.2 درجة.
أما اليوم فقد شهدت المنطقة زلزالا جديدا بقوة 5.4 درجة أثار المخاوف من اتساع حصيلة الضحايا.
تسببت الزلازل المتكررة في دمار واسع حيث تهدم ما لا يقل عن 6700 منزل وفق تقديرات رسمية، بينما تشير أرقام أخرى إلى أن العدد قد يقترب من ثمانية آلاف منزل، في حين تجاوز عدد المتضررين 84 ألف شخص بينهم آلاف فقدوا مأواهم تماما.
ويعود حجم الخسائر البشرية والمادية إلى هشاشة المباني الطينية والحجرية غير المقاومة للهزات الأرضية.
فرق الإغاثة تواجه صعوبات هائلة بسبب طبيعة التضاريس الجبلية والانهيارات التي قطعت الطرق، ما أجبرها على التنقل سيرا لساعات أو الاعتماد على المروحيات للوصول إلى القرى المعزولة.
وتحذر منظمات دولية من تفاقم الوضع الصحي وخطر انتشار الأمراض في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية.
ورغم أن الأمم المتحدة أعلنت عن منحة أولية بقيمة عشرة ملايين دولار، فإن منظمات إنسانية أكدت الحاجة إلى تمويل إضافي عاجل، إذ تطلب منظمة الصحة العالمية وحدها أربعة ملايين دولار إضافية لدعم جهودها.
تأتي هذه الكارثة في سياق سياسي واقتصادي صعب تعيشه أفغانستان منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021 بعد انسحاب القوات الأمريكية.
فقد أدى هذا التحول إلى عزلة دولية خانقة قلصت حجم المساعدات الخارجية، فيما يعاني السكان من أزمة اقتصادية خانقة وجفاف طويل الأمد.
وتزيد السياسات الداخلية لطالبان من تعقيد عمل المنظمات الإنسانية، ما يجعل الاستجابة للكوارث الطبيعية أكثر صعوبة ويفاقم المعاناة الإنسانية في بلد يقع بطبيعته الجغرافية على خط تصادم الصفائح الهندية والأوراسية، ما يجعله عرضة للزلازل بصورة متكررة.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
