قبل أيام ودّعت الساحة الفنية السورية والعربية أحد أبرز أصواتها الأصيلة برحيل الفنان السوري بسام حسن، الذي توفي في أحد مستشفيات دبي بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا موسيقيًا غنيًا وذكريات لا تُمحى في قلوب محبيه.
وينحدر بسام حسن من محافظة طرطوس، وبدأ مسيرته الفنية في ثمانينيات القرن الماضي، متمسكًا بخط غنائي يقوم على الجودة والالتزام بعيدًا عن موجة الفن السريع. تميّز بصوت دافئ وأداء صادق، فكانت أغنيته الشهيرة "بالهداوة" من ألحان سمير حلمي، بوابة عبوره إلى قلوب الجمهور، تلتها أعمال لاقت نجاحًا واسعًا مثل: "كلمني"، "دقوا الأحباب على الباب”، "كل مرة لما وعدك"، "هدي الخطاوي”، "جنون جنون"، و"حلوة الدنيا".
ليس مطرباً فقط
لم يكن حسن مطربًا فقط، بل كان ملحنًا ومؤلفًا تعاون مع نخبة من كبار الموسيقيين العرب، من بينهم بليغ حمدي، سيد مكاوي، فاروق سلامة، عبد الفتاح سكر، وأمين الخياط. وقد ترك بصمة واضحة في الأغنية السورية التي حملت ملامح الأصالة والعمق، وحافظت على جمالية الكلمة واللحن.
وفي مقابلاته الأخيرة، عبّر عن أسفه لانحسار الفن الجاد أمام التيار التجاري السريع، مؤكّدًا أن الفنان الحقيقي يظل وفيًّا لقيمه مهما تغيرت الظروف. وبرحيله، فقدت الساحة الفنية صوتًا ظلّ ثابتًا على مبادئه الفنية لأكثر من ثلاثة عقود.
إرث عائلي
ترك الراحل إرثًا عائليًا فنيًا أيضًا، إذ ورثت منه ابنته الإعلامية رشا حسن حب الكلمة والصوت، وكانت من أوائل من نعاه بكلمات مؤثرة. كما عبّر زملاؤه في الوسط الفني عن حزنهم الكبير، ونعته نقابة الفنانين السوريين وعدد من الشخصيات الفنية، منهم الفنان فراس إبراهيم، مؤكدين أن رحيله يشكّل خسارة كبيرة للأغنية السورية والعربية.
رحل بسام حسن، لكن صوته وأغنياته ستبقى شاهدة على زمن من الفن النقي، زمنٍ كان فيه الغناء رسالة، والكلمة عهدًا، واللحن حياة.