بث تجريبي

فؤاد بيريتان: حزب الحياة الحرة الكردستاني في أوج قوته ومستعد لكل السيناريوهات

أكد فؤاد بيريتان عضو المجلس التنفيذي لحزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) في تصريحات له أن الحزب الآن في أوج قوته ومستعد لكافة السيناريوهات، وأعرب عن الإيمان بنضال حزب الحياة الحرة الكردستاني ودعم الشعب مؤكداً أنهم مستعدون لكل الاحتمالات.

وهذا هو نص الحوار:

بعد حرب الاثنا عشر يوماً، ما هي الأزمات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية، وما هي نتائجها؟ بصفتك عضواً في حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، كيف تُقيّمون هذه التطورات؟

إن الجمهورية الإسلامية ونتيجة الحرب الاثنا عشر يوماً مع إسرائيل تعيش انهياراً عميقاً في كل المجالات، هذا الانهيار لا يقتصر على الجانب العسكري والأمني، بل هو انهيار نموذجي وأيديولوجي، النسخة الحالية من الجمهورية الإسلامية فقدت وظيفتها من جميع النواحي، ولم يُستبدل بها نموذج جديد.

إن الحرب أضعفت قدرة الجمهورية الإسلامية على المساومة، تضرّرت دفاعاتها الجوية بشدة، وأصبح "الهلال الشيعي" حلماً، وتلقى برنامجها النووي ضربة كبيرة، الأزمات الاقتصادية والكوارث البيئية والانقسام العميق بين الشعب والحكومة تُظهر ضعف النظام، الجمهورية الإسلامية التي تُعاني من هزائم متتالية، فقدت هيمنتها الإقليمية، وتواجه عواقب نظامها الشمولي.

هذا الوضع يُهدد وجود النظام أكثر من أي وقت مضى، لم يعد شعار الجمهورية الإسلامية "لا حرب، مفاوضات" قابلاً للاستمرار، قبل اتفاق مع الغرب يجب عليها تقديم تنازلات كبيرة، لكن هذه التنازلات ستزلزل أركان النظام الأيديولوجي، النظام على مفترق طرق: إما أن يُجري تغييرات جذرية، أو ستتفاقم الأزمة أكثر.

نحن كحزب الحياة الحرة الكردستاني نرى هذه الأزمة كفرصة للشعب الإيراني، ما لم يستسلم النظام لإرادة الشعب، ويقبل بالحرية والديمقراطية، لن يستطيع أن ينقذ نفسه من هذه الأزمة، وعكس ذلك، إذا واصل النظام بسياساته في تجاهل صوت الشعب وممارسة الضغوطات الممنهجة، فسوف ينهار أكثر فأكثر.

ما هي جذور الأزمات الأساسية للجمهورية الإسلامية ولماذا لا يستطيع نموذج الإدارة الحالية أن يكون رداً على مطالب المجتمع...؟

إن الأزمات التي تعانيها الجمهورية الإسلامية تستند إلى الأصولية والعقلية، على مدى عقود وهذا النظام يقمع مطالب الشعب، ويمارس نموذج حكم غير عقلاني، هذا النموذج ومن أجل الحفاظ على وجوده، لجأ إلى شتى أنواع التكتيكات: قطعَ العلاقات الدبلوماسية وأعادت بناءها من جديد، واللعب على وَتَرَيْ "الشدة واللين"، وعند الحاجة تجرّع كأس السّم، لم يعد هذا التكتيك مجدياً.

إن سياسات الخامنئي أصبحت رمزاً للهزيمة، إن الجمهورية الإسلامية لم تعد مركزاً لصنع القرار، الذين يملكون القوة والاثرياء، يمكنهم التخلي عن النظام من أجل مصالحهم، مثلاً، قد تدلّ إقالة إمام صلاة الجمعة في طهران، صادقي، والتغييرات في مجلس الأمن القومي وعودة علي لاريجاني والحركات الأخرى، إلى حدوث تغييرات، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخطوات صادقة أم تكتيكية.

لقد فقد الشعب ثقته بشكل كامل بالنظام، النظام يفكر فقط في استمرارية حياته، بدلاً من حل الأزمات والاستجابة لمطالب الشعب، يزيد من الضغوطات، من كردستان وحتى بلوشستان ومن أذربيجان وحتى شيراز، بنى الشعب ذاكرة جماعية ضد قمع النظام واستبداده، من الحركة الخضراء إلى ثورة "المرأة، الحياة، الحرية"، تُظهر جميع الحركات الشعبية أن النظام اختار سياسة العنف بدلاً من الحوار.  

خلاص النظام يكمن في الاستسلام لإرادة الشعب، القائمة على الحرية والديمقراطية والمساواة، وعكس ذلك، ستتفاقم الأزمة، وسيدفع النظام نحو الانهيار.

ما المكانة التي سيشغلها حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) في مستقبل إيران؟ ما هي سياستكم تجاه القوى الأخرى؟

خاصة الشعب الكردي والمجتمع الإيراني وبالرغم من الظلم والقمع، يستمرون في مطالبهم من اجل الحرية، الشعب الكردي يراقب عن كثب التطورات السياسية ومستعد لكل السيناريوهات، إن حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) اليوم في أوج قوتها من الناحية السياسية والتنظيمية والدفاعية، لقد أصبحنا قوة حاسمة في التوازنات بين كردستان وإيران.

حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) مصرّ على العمل بالتنسيق مع شعب كردستان وقوى التحرير الإيرانية، ولكن تشتت المعارضة يثير القلق، فالعديد من جماعات المعارضة منعزلة عن المجتمع، ولا يستطيعون تقديم حلول حقيقية، بعضهم يخدمون النظام أو يتبنون خطاباً استبدادياً، ولذلك فقدوا ثقتهم، وعلى وجه الخصوص، يُقدم المعسكر الملكي رؤية غير ديمقراطية وقمعية، إذا أظهرت هذه الجماعات العداء تجاه الشعب الكردي وحركات التحرير، فستواجه رداً حازماً من قبل حزب الحياة الحرة الكردستاني ومن قبل الشعب.

نحن في حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، مستعدون للحوار القائم على الحرية والديمقراطية والمساواة، ومع ذلك، لن نسكت على التهديدات التي يتعرض لها شعب كردستان وسائر المكونات في إيران، سندافع عن حقوق شعبنا بقوة وإرادتنا.

ستكون كردستان عاملاً حاسماً في مستقبل إيران، بدون مشاركة وتنسيق شعب كردستان، لن ينجح أي مشروع إقليمي أو أجنبي، حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) مستعد لحلول بديلة وحقيقية واتخاذ الطريق الثالث، في مواجهة المشاريع الاستبدادية و الإقصائية.

ما هو ردكم حيال تصريحات مسعود بزشكيان بشأن ضرورة الحوار مع المعارضة...؟

نتيجة تجاربنا السابقة المؤلمة، نقترب بقلق من تصريحا بزشكيان، كان النظام السابق يستخدم كلمة "الحوار" كتكتيك، ليس واضحاً جدية هذه التصريحات وعمقها، لكن كقاعدة عامة، نحن منفتحون على مقترح حوار جاد واستراتيجي، الحوار أفضل من الحرب والعنف والدمار، لكن لا ينبغي أن يستند هذا الحوار إلى آليات الخداع والأمن للنظام.

إذا هاجمنا النظام أو هاجم شعبنا، سوف نستخدم حقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا، في الوقت نفسه، نحن واثقون من شعبنا من أجل الحوار الديمقراطي، إن حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) يناضل من أجل ضمان حقوق الشعب الكردي وإنهاء الظلم التاريخي، نحن نناضل من أجل إيران حديثة وديمقراطية وعادلة، نحن ندافع عن المساواة الجنسية والسياسية واللغة والوطنية والعرقية والثقافية.

أخيراً، أود الحديث عن فقدان ثلاثة شباب كرد لحياتهم بشكل مأساوي من اجل حماية البيئة في سنندج، هذه الحادثة هي نتيجة تدمير البيئة من قبل الجمهورية الاسلامية وسياساتها العسكرية الأمنية المافيوية، لا يزال النظام يواصل سياساته الاستعمارية ضد الطبيعة والشعب، بصفتنا حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، سنواصل نضالنا ضد تدمير البيئة.

إن حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) يثق بقوة الشعب، في اللحظات التاريخية للأزمة تحرّك مع الشعب، آخذاً مطالبه بعين الاعتبار، وسيستمر في ذلك، سوف نصبح قوة في مستقبل كردستان وإيران يناضل من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة، إذا لم يستحب النظام لمطالب الشعب، فإن أياماً أكثر صعوبة تنتظره، لكن حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) مستعد لمستقبل تقرره إرادة الشعب.

قد يهمك