بث تجريبي

الديمقراطيون يعيدون تفعيل "قاعدة الخمسة" القديمة لمحاسبة إبستين

أفاد تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية بأن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، بقيادة زعيم الأقلية تشاك شومر، يعتزمون عقد مؤتمر صحفي في مبنى الكابيتول لعرض خططهم للضغط على وزارة العدل والمدعية العامة بام بوندي، من أجل الإفراج الكامل عن "ملفات إبستين" دون أي عمليات حذف أجرتها إدارة ترامب.

هذه المرة، استعار الديمقراطيون طريقة ترامب في إحياء قواعد قانونية مخفية في السجلات. ووفق الصحيفة البريطانية، يستخدم الديمقراطيون قانونًا نادرًا وغير معروف، يُعرف شعبيًا باسم "قاعدة الخمسة"، الذي يُلزم الوكالات الحكومية بتقديم معلومات ذات صلة إذا طلبها خمسة أعضاء على الأقل من اللجنة.

ووفق التقرير "في هذه الحالة، وقّع جميع الديمقراطيين في لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية رسالةً إلى المدعية العامة بام بوندي أمس".

ترامب وكلينتون وإبستين

في وقت سابق من هذا العام، اكتشف مسؤولون في وزارة العدل أن اسم الرئيس دونالد ترامب "ظهر عدة مرات" فيما وصفته بوندي بـ"حمولة شاحنة" من الوثائق المتعلقة بقضية جيفري إبستين.

ووفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين كبار في الإدارة، أبلغت بوندي ونائبها الرئيسَ خلال اجتماع في البيت الأبيض في مايو الماضي، أن اسمه ورد في ملفات إبستين. كما أُبلغ أيضًا بأسماء العديد من الشخصيات البارزة الأخرى.

وأوضح المسؤولون أن الإحاطة "كانت روتينية" وتناولت عددًا من المواضيع، وأن ظهور ترامب في الوثائق "لم يكن محور الاهتمام".

وفي الاجتماع، أُخبر الرئيس أن الملفات تحتوي على ما اعتبره المسؤولون "شائعات غير مؤكدة" عن أشخاص كثيرين، بمن فيهم ترامب، ممن تواصلوا مع إبستين سابقًا. وقال أحد المسؤولين المطلعين على الوثائق إنها تحتوي على مئات الأسماء الأخرى.

كما قيل لترامب إن كبار مسؤولي وزارة العدل لا يعتزمون نشر أي وثائق أخرى تتعلق بالتحقيق مع الملياردير الراحل المدان بجرائم جنسية، لأنها تحتوي على صور إباحية لأطفال ومعلومات شخصية عن الضحايا. وأكد ترامب خلال الاجتماع أنه سيلتزم بقرار وزارة العدل بعدم نشر أي ملفات أخرى.

وحسب الصحيفة نفسها، كان الاسم الأبرز في كتاب عيد ميلاد جيفري إبستين في عام 2003 لم يكن رئيسًا حاليًا بل سابقًا، حيث أظهرت الهدية الخاصة التي قامت على إعدادها صديقة إبستين السابقة، جيسلين ماكسويل، أسماء بارزة بينها الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

ووفق التقرير، نجحت "ماكسويل" في أن يتضمن الألبوم المُغلّف بالجلد، الذي جُمِع قبل اعتقال إبستين لأول مرة في عام 2006، صفحةً تحتوي على فقرة واحدة بخط كلينتون المميز: "إنه أمر مطمئن، أليس كذلك.. أن تستمر طويلًا، عبر كل هذه السنوات من التعلم والمعرفة والمغامرات و(كلمة غير مقروءة)، وأن تتمتع أيضًا بفضولك الطفولي، والدافع لإحداث فرق وعزاء الأصدقاء".

كان كلينتون، وفق متحدث باسمه، قطع علاقاته مع إبستين قبل أكثر من عقد على اعتقاله عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه المزعومة.

ملفات إبستين وروسيا جيت

يتقاطع تعامل الرئيس العائد إلى البيت الأبيض في يناير الماضي مع ملفات إبستين وتدفق التسريبات المستمر الذي يعمل على توسيع نطاق الفضيحة، وضغوط الديمقراطيين، مع حرب أخرى شنّها على سلفه باراك أوباما، واتهامه بأن إدارته زيّفت تقارير حول تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وفي الوقت الحالي، تتكشف القصتان الأكثر إثارة للانفجار في واشنطن بالتوازي. بعد أن ظهرت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد في البيت الأبيض لتكشف عن وثائق رفعت عنها السرية أخيرًا، التي تزعم أنها تكشف عن "مؤامرة خيانة" من قِبل مسؤولي الاستخبارات في عهد أوباما؛ مشيرة إلى أنها أحالت الوثائق إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).

كما أعلنت المدعية العامة بام بوندي عن تشكيل "قوة ضاربة" تابعة لوزارة العدل لمراجعة الوثائق التي قدمتها جابارد وتقييم الإجراءات القانونية المحتملة.

وحسب "أكسيوس"، يرى المتعصبون لحركة ترامب أن هذه اللحظة بمثابة "تبرئة طال انتظارها" ليس فقط لترامب، بل لشكوكهم وسنوات من تجاهلهم والسخرية منهم باعتبارهم من أصحاب نظريات المؤامرة.

وبالنسبة لحركة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" التي عانت لثلاثة أسابيع من تداعيات قضية إبستين، فإن حديث جابارد عن روسيا جاء لينصر الادعاءات التي تروّجها إدارة ترامب منذ عودته حول "الدولة العميقة".

قد يهمك