بث تجريبي

أحمد بهاء الدين شعبان بعد خطوات الكريلا: لدي مخاوف من نوايا النظام التركي

أعرب المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، السياسي المصري البارز وأمين عام الحزب الاشتراكي المصري، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن ترحيبه بخطوة إتلاف السلاح التي قامت بها قوات الكريلا خلال فعالية السليمانية الرمزية يوم الجمعة 11 يوليو/تموز، إلا أنه شدد على ضرورة أن ترتبط تلك الخطوات الإيجابية من حزب العمال الكردستاني بضمانات تحول دون انقلاب النظام التركي عليها مستقبلاً.

والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان سياسي ومفكر مصري بارز، وأمين عام الحزب الاشتراكي المصري. يُعرف بنشاطه الطويل في المجال العام ودوره البارز في الحركات الطلابية خلال حقبة السبعينيات. وقد اشتهر بدفاعه عن العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية، ومناصرته للقضايا القومية، وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والكردية. ويتمتع بخبرة سياسية تمتد لأكثر من خمسة عقود، ويتسم بالخطاب العقلاني والوحدوي.

خطوات إيجابية

وقال أحمد بهاء الدين شعبان إن الخطوة التي أقدم عليها حزب العمال الكردستاني، التزاماً بنداء القائد عبد الله أوجلان، بشأن السعي إلى حل القضية الكردية بشكل سلمي، وتسليم الكريلا للسلاح في فعالية السليمانية الرمزية وكذلك بدء الحوار مع الطرف التركي من أجل الوصول إلى تسوية عادلة، خطوة شجاعة تمثل تحولاً مهماً نحو السلام، وتغليب الحوار على أشكال الصراع والاشتباك، سواء في السياسة أو في المجتمع.

وأضاف شعبان: "من حيث المبدأ، فإن هذا التوجه يُعدّ إيجابياً وسلمياً، ويستحق التقدير، إذ يتجاوب مع آمال إنسانية نبيلة في معالجة جانب من مشكلات الحياة على هذا الكوكب بطريقة سلمية، تسعى إلى الخير المشترك والازدهار لجميع سكان الأرض"، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط عانت من صراعات مزمنة وطويلة الأمد، كان لها آثاراً مدمرة على الاستقرار وعلى حياة الشعوب، مثل الصراع العربي-الصهيوني، والصراع بين الشعب الكردي والسلطة التركية الفاشية، الذي استمر لعقود طويلة دون نتائج ملموسة، مشدداً على أن الطرح الذي قدمه القائد عبدالله أوجلان أدخل القضية الكردية في مرحلة جديدة، "نأمل أن تصل إلى بر الأمان".

النوايا التركية والحاجة إلى ضمانات

لكن السياسي المصري يبدو لديه كثير من القلق إزاء النوايا التركية، إذ يقول: "على المستوى الشخصي، لدي مخاوف جدية بشأن نوايا الجانب التركي، الذي لم يُبدِ على مدى العقود الماضية أية إرادة حقيقية لحل القضية الكردية سلمياً، أو الاستعداد للوصول إلى رؤية مشتركة تُقلّل من حدة التصادم، وتسعى إلى القواسم المشتركة بين الشعوب".

وتابع: "لقد شهدنا الفترة الماضية تصاعداً في المعارك ومحاولات لفرض الهيمنة التركية، سواء داخلياً في مواجهة المعارضة السياسية السلمية، التي تعرضت لقمع شرس واعتقال قياداتها، أو خارجياً في السلوك العدواني تجاه سوريا، واحتلال أجزاء من أراضيها بقوة السلاح"، معتبراً أن أنقرة مهما رفعت من شعارات، تبقى في سلوكها العملي جزءاً من حلف "الناتو"، وقريبة من المصالح الإمبريالية الغربية.

وفي هذا السياق أيضاً، عبّر أمين عام الحزب الاشتراكي المصري عن استغرابه من غياب خطوات عملية من الجانب التركي تُظهر استجابة حقيقية لمبادرة القائد عبدالله أوجلان، وقال: "حتى الآن، لم أرَ على أرض الواقع أية مؤشرات تُبشّر بتفاعل إيجابي من قبل السلطات التركية. ومع ذلك، لعلّ هذه الخطوة من قبل حزب العمال الكردستاني (إتلاف سلاح الكريلا) تكون دافعاً للطرف الآخر لاتخاذ خطوات مماثلة".

وشدد في الوقت ذاته على ضرورة عدم إعطاء شيك على بياض من الجانب الكردي، قائلاً: "لا بد من وجود ضمانات واضحة ومحددة، تُطالب بها القيادة الكردية بشكل مشروع، لضمان عدم انقلاب الحكومة التركية على هذه المبادرة مستقبلاً. نحن نرى تجارب حيّة، أبرزها النموذج الصهيوني في التعامل مع الفلسطينيين، حيث تُطرح وعود وشعارات مثل (ألقِ سلاحك، ثم نرى...)، ثم لا يحدث أي شيء، بل تستمر المجازر بحق الشعب الفلسطيني، والعالم كله يكتفي بالمشاهدة".

دعوة لليقظة

واختتم المهندس أحمد بهاء الدين شعبان تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF) بالقول: "أتمنى بكل صدق أن أكون مخطئاً في تقديري، لكنني لا أملك سوى التحذير بدافع الرفقة والتجربة الطويلة. فقد أمضيت أكثر من ستين عاماً في العمل السياسي، منذ كنت طالباً في المرحلة الثانوية، وعاصرت تجارب ونماذج عديدة من هذا النوع. وأقول لأصدقائنا الكرد: انتبهوا! لا تعطوا الثقة بسهولة، ولا تراهنوا على ضمانات شفوية أو وعود دولية".

وتابع: "فحتى رؤساء أكبر الدول ينقضّون على تعهداتهم في اليوم التالي. القوة الذاتية هي الضمانة الوحيدة. إن كنت قوياً ستحصل على حقوقك، وإن كنت ضعيفاً، فستُؤذى دون أن يلتفت إليك أحد. أرجو فقط أن يكون الصوت العاقل حاضراً، وأن تبنى المبادرات على الوعي واليقظة".

وأضاف مؤكداً: "كل هذه الملاحظات تنبع من حرصي الصادق على المصلحة الوطنية للشعب الكردي، ولا شك أن دوافع القائد عبدالله أوجلان في هذه المبادرة ترتكز على وقف العنف، والتوصل إلى اتفاق يحقق الطموحات المشروعة للشعب الكردي".

قد يهمك