بث تجريبي

سوريا.. 89 قتيلا على الأقل باشتباكات السويداء

قُتل ما لا يقل عن 89 شخصًا، بينهم 6 من عناصر القوات السورية، جراء الاشتباكات العنيفة بين مقاتلين دروز ومجموعات من عشائر البدو في محافظة السويداء جنوبي البلاد.

تأتي هذه التطورات بعد حوادث مماثلة شهدها الساحل السوري في مارس الماضي، بالإضافة إلى اشتباكات اندلعت في أبريل قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن.

وأفادت وسائل إعلام سورية بأن "عدد الضحايا في تزايد مستمر، بالإضافة إلى عشرات الإصابات من الطرفين"، مما تسبب في إغلاق طريق دمشق–السويداء الدولي.

في حصيلة سابقة، كانت وسائل إعلام سورية قد أحصت سقوط 50 قتيلًا في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في مدينة السويداء ومناطق في ريف المحافظة، منهم 34 من الدروز (بينهم طفلان)، و10 من البدو، بالإضافة إلى ستة قتلى من القوات السورية.

وأفاد مصدر في وزارة الدفاع لوسائل الإعلام، بمقتل ستة من القوات السورية "خلال عمليات فض الاشتباك في السويداء". 

وإثر هذه الاشتباكات، أعلنت وزارة الدفاع أنها باشرت "بالتنسيق مع وزارة الداخلية، نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم".

خلفيات التوتر وتداعياته

انطلقت "شرارة الاشتباكات السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل عشائر البدو الذين وضعوا حواجز على طريق السويداء - دمشق، ليتحول بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة بين الطرفين". 

وقالت وسائل الإعلام المحلية في وقت لاحق إنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.

إلا أن وسائل إعلام أخرى أشارت إلى أن هذه الاضطرابات الأخيرة تعود إلى "توتر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في أبريل" بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، وشارك فيها إلى جانب قوات الأمن مسلحون من عشائر البدو السنية في المحافظة.

دعوات للتهدئة

حث محافظ السويداء مصطفى البكور على "ضبط النفس واعتماد الحوار لتحكيم العقل"، وأشاد بـ"المبادرات المحلية والعشائرية الرامية لاحتواء التوتر"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "الدولة لن تتساهل في حماية المواطنين". 

ودعا البكور عددًا من القيادات الدينية الدرزية إلى الهدوء، مطالبين سلطات دمشق بالتدخل لضبط الأوضاع.

وفي تطور أمني، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن قوى الأمن الداخلي انتشرت على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، تزامنًا مع تدهور الوضع الأمني الأخير.

تعتبر السويداء المركز الرئيسي للطائفة الدرزية في سوريا، حيث يبلغ عدد أبنائها نحو 700 ألف نسمة.

سابقة الاشتباكات

جدير بالذكر أن اشتباكات دامية اندلعت في منطقتين قرب دمشق في أبريل الماضي وامتدت تداعياتها إلى السويداء، وأوقعت ما لا يقل عن 119 قتيلًا بينهم مقاتلون دروز وعناصر من قوات الأمن، وذلك في مواجهات تدخلت إسرائيل خلالها عبر شن غارات جوية وتحذير دمشق من الاعتداء على أبناء الطائفة.

وعقب هذه الأحداث، توصل ممثلو الحكومة السورية وزعماء الدروز إلى اتفاقات تهدئة سعت إلى احتواء التصعيد، في ظل تحديات ما زالت تواجه السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بينما تواصل العمل على ترسيخ الاستقرار وبناء علاقات جديدة بين مكونات المجتمع السوري بعد الإطاحة بالنظام السابق في ديسمبر.

قد يهمك